آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:39م

آراء

حوار الذكريات ( 1)

الأحد - 14 يناير 2024 - الساعة 09:05 م

بقلم: علي ناجي عبيد
- ارشيف الكاتب

يكتبها/ اللواء الركن علي ناجي عبيد

أصدر العميد الركن ناصر الحربي مدير دائرة التخطيط بوزارة الدفاع مذكراته على شبكة النت بعنوان
( ولي مذكراتي )
كأول مذكرات لقائد جنوبي. شملت مراحل عديدة مختلفة الأشكال والمضامين والألوان والطعم والرائحة
مليئة بعوامل الإتفاق و الاختلاف وعناصر التناقض والتجانس من الشخصي إلى العام ومن الذاتي إلى الموضوعي.
زانها التكثيف بأحداثها الأكثر من كثير في ما يقارب
الــــ 190 صفحة من القطع المتوسط موزعة على فهرست عنواينه التالية : –
١- المقدمة.
٢- النشأة والطفولة.أي " المولد والنشأة"
٣-بداياتي في العمل العسكري.
٤-العمل في منشآت النفط(البريقه).
٦-الدراسة العسكرية في الخارج.
٧-مغادرة عدن للدراسة الخارجية.
٨-العمل بعد التخرج من الكلية العسكرية.
٩-الدراسة الأكاديمية في الإتحاد السوفييتي.
( رحمة الله تغشاه).
١٠-تنظيم وهيكلة القوات المسلحة(1981- 1986م).
١١-ذكرياتي مع ما سميت حينها بالزُّمرة.
١٢-العمل في الكلية الحربية بصنعاء.
١٣-العمل في دائرة التخطيط والتنظيم والإحصاء.
١٤-ذكرياتي في الولايات المتحدة الأمريكية.
١٤- ملحق صور.
١٥-الخاتمة.
تلك الصفحات القليلة متوسطة المساحة بأحرف عريضة شملت كل تلك العناوين لا شك أنه شيء يثير الإعجاب

لكن ان تضم الكثير والكثير أيضا من الأحداث بإختصار شديد لا يخل بالوضوح التام فإنه أعجب من الإعجاب ذاته.
وكمان بأسلوب شائق( شيق ) جدا جدا يسيطر عليك يأخذك من محيطك الواقعي الذي تعيشه وتنساه تماما ليسافر بك إلى ذلك الزمان الذي يتحدث عنه كأنك أحد عناصره وشهوده حتى ينبهك أحد ممن حولك أو جرس هاتفك وكأنه يوقضك من حلم بهيج تجيك ذلك التكثيف الشديد مراحل عديدة متتالية

(نعم) لكنها شديدة الإختلاف
في مضامينها ينقلها لك في وجبة شهية نقية من الشوائب تلمس بنفسك معنى الأمانة التاريخية التي قال عنها كاتب هذه الحلقة يوما
وهناك مقولة من لم يمتلك تاريخا فلا مستقبل له
فأنا أتحفظ عنها كثيرا
كون الكثير من الشعوب ومعها شخصيات صنعت لها تاريخا مجيدا جديدا مع أهمية الأخذ بدروس وعبر تاريخ الأمم

ولكن من لم يكن أمينا على التاريخ فلن يأتمن على الحاضر والمستقبل ).

قراءتك المذكرات تجعلك تلمس معنى الأمانة التاريخية وتزداد إعجابا وخبرة على طريق إعدادك لمذكراتك بأسلوب نقل الحقائق الجارحة سواء على المستوى الشخصي أو العام بشكل سلس يضع الحقيقة ساطعة بين يديك دون جرح شخصي أو نكأ جراح عامة.

وقفت ضمن قراءتي
فيما مضى على عنوان
(حرب المذكرات..)
فلم أعد أتذكر أي بلد او بلدان يخص فربما عالميا بعد الحرب العالمية الثانية بين الشرق والغرب أو في مصر بعد الزعيم عبدالناصر
كوني أذكر شيئا من محتوى المقال او محتواه كما قصده الكاتب، بأنه رغم الإختلاف بين أطرافها ومحاولة طرف غمط إسهامات اطرف الآخر وتضخيم دور طرفه إلخ

الا أن المذكرات على ما فيها من عيوب مثل تلك إلا أنها احتفظت بمواد عظيمة للمؤرخين والمحللين السياسيين والعسكريين إلخ ..

وخاصة ممن يهتمون بتمحيصها وإخراجها لمجتمعاتهم وكل العالم.
كون هذه المذكرات هي باكورة مذكرات قيادات مستوى الوسط بما لها من قيمة كبيرة منها تقديم مثلا عمليا للكيفية بل وللتذكير بأحداث ربما عاشها الآخر

كما هي وبنفس الجانب أو من الجانب الآخر وبهذا يتم التدقيق و الاكتمال بتدوين أحداث التاريخ من وجهات قوى صانعي التاريخ المختلف وبذلك "تكتمل الصورة ".

هذا ما أعنيه بعنوان الحلقات حوار المذكرات وما أدعو إليه للاطلاع على مذكرات العميد ناصر الحربي ولي(ذكرياتي ).

ولندشن حوار الذكريات بدلا من حرب المذكرات لتؤدي نفس الوظيفة دون إثارة الأحقاد و الضغائن أو نكت الجراح.
والى اللقاء في الحلقة القادمة بعون الله تعالى.
اللواء الركن علي ناجي عبيد
عدن