آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:20م

هل قررت الأمم المتحدة التخلي عن الدبلوماسية في العالم؟

الجمعة - 12 يناير 2024 - الساعة 01:48 م

د.باسم المذحجي
بقلم: د.باسم المذحجي
- ارشيف الكاتب



الولايات المتحدة مع بريطانيا سوف "تشكل نموذجًا مدمرًا للقوى العظمى مستقبلًا بأفعالها غير القانونية"، فهي تشن الحروب حسب إرادتها ، وتصنع تحالف من الراغبين في حين لم يرغب أحد في دخولهِ، وإذا بها تشُن ضربات صاروخية على اليمن خارج نطاق مسؤولية مجلس الأمن الدولي، ومن دون أي قرار من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
القرار " 2722" لمجلس الأمن الدولي قرار أمريكي بريطاني "مسيس " لا يشمل اليمن أرضًا، وجوًا ،وبحرا وشعبا، بل يشمل الحوثيين وخلافهم العقائدي والاستراتيجي مع أمريكا وإسرائيل، وديباجة هذا القرار فصلت ما يحدث في غزة عن ما يحدث في البحر الأحمر ،وهذا يعني بأن منظمة الأمم المتحدة أُفرغت من تعريفها ،ومن أي مضمون حقيقي يعالج مشاكل العالم، بل تمنح صكوك شن حروب على الدول.
إن استهداف اليمن لم يكن بناءً على قرار من مجلس الأمن الدولي كما أسلفنا، فكان الخيار الوحيد المتبقي هو تبرير استخدام القوة للدفاع عن النفس، باستخدام المادة 51 من النظام الأساسي للأمم المتحدة ومن الواضح أن الأمر لم يكن كذلك في كواليس جلسة التصويت على القرار 2722.
اليمن شطب أي حل دبلوماسي مصدرهُ أمريكا وبريطانيا، فالدولتان من وجهة نظر أنصار الله تعد طرف في حرب غزة، ومشاركتين بشكل مباشر أو غير مباشر في جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها إخواننا وأهلنا الأحبة في فلسطين المحتلة و محل نظر جلسات محكمة العدل الدولية، ومن هذا المنطلق فاليمن يرحب بأي منتج عربي و/ أو إسلامي او دولي وفق دبلوماسية الحرب التي تتبناها الجمهورية اليمنية.
منظور اليمن الاستراتيجي من متغير جيوأمني-أقليمي، وتدافعات الموقف جيوأمني-دولي؛ ترى بأن وقف الحرب فورًا،والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ،جزء لا يتجزأ من سحب الولايات المتحدة والغرب لقطعهم البحرية من البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، وضامن استراتيجي يجسد أول عنصر من عناصر بناء الثقة .
اليمن سيقبل فورًا ؛ بأن تحل قطع الأسطول المصري بديلًا عن الأسطول الأمريكي ،وبما يضمن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982 ،ومسوغات العرف والقانون الدوليين في سيادة اليمن على مياهها الإقليمية وجزرها، وأما ما يتعلق بنفقات التشغيل التي ستلقى على عتق البحرية المصرية، فاليمن كذلك يخول الجامعة العربية والأمم المتحدة في بحث سبل الدعم والتمويل، ومن ضمنها تدخل الأسطول الجزائري للمساندة ،فضلًا عن بحث نفقات التشغيل ضمن الكتلة العربية الأمنية والاستثمارية من دون تدخل أي طرف أجنبي.
يلي مرحلة خطوات بناء الثقة ،تخويل الدول العربية والإسلامية مجتمعة، تشكيل لجنة دبلوماسية من وزراء خارجية دول عربية وإسلامية وظيفتها عمل وضع آطر لتنفيذ حل الدولتين خلال "مباحثات" الفترة المقبلة ،وتقديمهُ الى الأمم المتحدة ،مع وجوب التزام الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بعدم استخدام" الفيتو" لعرقلة رؤية الحل العربية والإسلامية.
العالم ينظر الى أن العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن هو "تصورًا متكبرًا لاعتقاد غربي بأن بإمكانهم إعادة تشكيل دولة اليمن ونظام الشرق الأوسط وفقا لرغباتهم"، لكن المطلع الحصيف يدرك بأن أمريكا وبريطانيا تضربان المسمار الأخير في نعش الدبلوماسية بكل صورها، وخاصة الأمنية الاقتصادية التي افتقدتها الولايات المتحدة الأميريكية في الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر 2023.