آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-09:52م

لماذا لم تنتهي الأزمة اليمنية في 2023م ؟

الثلاثاء - 09 يناير 2024 - الساعة 11:24 م

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


مع نهاية العام 2023 لم يكن الكثير من اليمنيين يتوقعون أن تستمر الأزمة السياسية ضمن المسار نفس، خاصة بعدما صرح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أن البلاد تخطوا لحلول وإلى انفراجة وشيكة وإلى توافق كل أطراف النزاع اليمني والخروج بالبلاد من حالة الغليان والدمار إلى حالة تسمح للإنسان اليمني أن يتنفس فيها الصعداء ويعود فيها إلى سابق عهده.

كنا نتحدث أن المواطن سيكون على موعد مع مجموعة من الإستحقاقات البارزة قبيل انتهاء العام المنصرم 23م، وأن هناك موعد للامضاء على إنهاء الحرب وفك المعابر والطرقات وتوحيد العملة الوطنية والبنك ودفع الرواتب...ألخ، إلا أن تأخير الاتفاق من قبل الطرف الآخر "الحوثيون" وترحيلهم للأزمة من 23م إلى 24م جعل المواطن اليمني يفقد الأمل ليعيش حالة صدمة تضاف إلى صدمات الماضي.
الحوثيون يرحلون الأزمات اليمنية وأحكام وتشديد العُقد ونقل الصراع من يمني يمني إلى يمني أمريكي شامل، ملف سيكون أكثر دموية وبشاعة ودق عظم المواطن اليمني ليصبح رفاث، بمعنى آخر عرقلة الجهود المبذولة لتحقيق سلام شامل، وعرقلة الإمكانيات للوصول إلى حل حقيقي كان يلوح في الأفق وبه ننهي فصول المأساة وكدنا أن نلامسه بأخمص قدمينا ليتبدد فيما بعد ويصبح من الماضي ومحال تحقيقه كما تشير المعطيات،
لتبقى الرهانات مستمرة مرة أخرى على الخارج للضغط على الجماعة للإسراع بوضع بوادر أخرى وحلول مستعجلة على وجه السرعة للخروج بالأزمة اليمنية وحلحلتها من جديد خاصة بعد ردائة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية عالية السقف التي يعانيها المواطن.

ان كمية التصعيد الأخير والخطير للجماعة وقرصنتهم للبحر الأحمر من شأنه أن يغوض عملية السلام وجلب مستعمر آخر للبلد وغازي جديد تحت غطاء "شرعي" للبلد وتحت شعار تأمين الناقلات ومحاربة الإرهاب البحري، ومعه وبه تزداد المعاناة مرة أخرى والدخول بالبلد إلى فصل أكثر غتامة وأكثر ألم.

للأسف كان المواطن اليمني قاب قوسين أو أدنى حتى ينهي أزمة تسعة أعوام بأيام ولكن ترحيل الازمات من قبل الحوثيين كان عمل وديدن يتقنون صنيعه ويتقنون تمديده وطرقه وسحبه وتضييق الخناق على الشعب المسكين، لقد أمضت نظرة اليمني الغلبان للمستقبل وتراكماته معقدًا يصعب فك شفرته “فكلما طال أمد الأزمة السياسية تراكمت وتزايدت صعوبة إيجاد الحلول المناسبة لها”.
لقد تجمعت المشاكل بحيث وصلت الى ما وصلنا له اليوم بالتالي نلاحظ من الصعوبة بمكان حلها بمرة واحدة حيث كان من الأفضل ان تحل في كل فترة خدمة للمواطن اليمني”.
يذكر ان العملية السياسية اليمنية برمتها في تاريخ اليمن القديم كانت تعاني من ازمات متكررة وصراعات هوجاء بين الأقطاب السياسية على مر العصور الى جانب الاتهامات المتبادلة بين الحلفاء، لنستورثها منهم متناسين بذلك المواطن اليمني البسيط الذي تحمل عواقب وتبعات ومشاكل الماضي والحاضر، يشار الى أن كثير من الاطراف السياسية رجحت احتمالية ترحيل الازمات والخلافات الى ما بعد 25م وربما أبعد منها بكثير.

خلاصة الخلاصة ولب الموضوع وكما أشرت له في عدة مقالات صحفية سابقة أن المواطن اليمني في الشمال والجنوب لا يهمه سوى كيف يأكل ويشرب وينعم بأمان تام وبأسرع وقت متاح دون تأجيل أو تأخير أو تسويف أو مماطلة، فالوضع الاقتصادي المزري لا يحتمل ولايقبل الإطالة فهل أنتم مدركون ..؟!.