آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-02:48ص

وجه الشبه .. بين اليمن وأفغانستان

الإثنين - 01 يناير 2024 - الساعة 12:00 ص

أحمد سعيد كرامة
بقلم: أحمد سعيد كرامة
- ارشيف الكاتب


للأسف الشديد كررت السعودية نفس الخطأ التكتيكي الإستراتيجي الأمريكي بأفغانستان في اليمن ، نقلت الرياض حرفيا التكتيك الأمريكي الكارثي في أفغانستان إلى اليمن ، رغم النتائج والعواقب الكارثية والمدمرة على الأمريكان والتحالف العالمي المشارك معها حينها ، وخسائر مالية وصلت إلى أكثر 2.261 تريليون دولار ، ناهيك عن الخسائر البشرية التي وصلت الى عشرات الالاف من القتلى طيلة عشرون عام من التورط المباشر للامريكان وحلفائها .

نصبت الولايات المتحدة الأمريكية أحد أدواتها من الأفغان ويدعى حامد كرزاي رئيسا لافغانستان طيلة 14 عام ، وبعدها خرج ليقول : 
أميركا فشلت بجلب الاستقرار ومحاربة الإرهاب في أفغانستان ، تقلد بعده الرئيس الفار أشرف غني لمدة خمس سنوات تقريبآ ، وخرج أشرف ليقول هو أيضا : 
إن "خطأه الوحيد كرئيس هو الوثوق بالولايات المتحدة وشركائها الدوليين"، مضيفا أنه "يتفهم غضب الأفغان ، وأنه يلقى باللوم عليه في استيلاء طالبان على أفغانستان .

وأوعز الأمريكان لقطر بلعب دور الوسيط بينهم وبين طالبان للخروج من المستنقع الأفغاني ، وتقابل وتحاور الطرفان في قطر بعيدا عن الرئيسان الأدوات الذين صنعتهم أمريكا ، إلى أن دخل الأمريكان وطالبان في هدنة غير معلنة ، بالاخير ورغم الدعم المهول ماليا وعسكريا للافغان الأمريكان ، لم يصمدوا ساعات في وجه طالبان وسقطت كابل وفر الأمريكان والرئيس الأفغاني أشرف غني .

أرى أن نفس السيناريوا الأمريكي الدراماتيكي الكارثي الفاشل يطبق حرفيا اليوم بين مليشيا الحوثي والرياض ، الفرق بين الرياض والأمريكان ، أن الأمريكان لم يجدوا حليف محلي أفغاني قوي يعتمد عليه بعد طي مرحلة التدخل المباشر والرحيل ، أو أنهم تعمدوا اختيار شخوص إنتهازية ضعيفة وفاسدة لسهولة السيطرة التامة عليها ، لتمرير مشاريعهم الخاصة وهذا أقرب للواقع من الاحتمال الأول ، كذلك حدث مع الرياض التي فرطت وتفرط بحليف محلي قوي تحديدا في جنوب اليمن ، حليف له مشروعه الخاص ، لا يجب الاصطدام معه تكتيكيا مرحليا لانك بحاجته أكثر مما هو بحاجتك لمرحلة قادمة خطيرة ، والقاسم المشترك هو العدوا المشترك الذي يتربص بالكل دون استثناء .

لا أقصد هنا بالزعماء والقادة الإنتهازيين الوصوليين الذين يسيطرون على القرار حاليآ ، الزعيم الوطني القوي المستقل بقراره وإن أختلف معك ، خير من التابع المرتهن المنبطح الذي سيخذل شعبه ووطنه وحليفه في يوم يكون الكل بأمس الحاجة إلى الثبات على الأرض .