آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:05ص

جنوب اليمن .. فك إرتباط أم فدرالية

الجمعة - 22 ديسمبر 2023 - الساعة 06:36 م

أحمد سعيد كرامة
بقلم: أحمد سعيد كرامة
- ارشيف الكاتب


نبهنا مرارا وتكرارا منذ سنوات أن على القيادات الجنوبية والنخب السياسية أن تكون واقعية وصلبة ووطنية ومهنية مهما كان الواقع مأساوي وكارثي ، تسويق الأوهام والكذب يعتبر في كثير من دول العالم خيانة عظمى .

يستطيع الشعب الجنوبي أن يجمد أو يرحل مشاريعه الوطنية الكبرى ، كفك إرتباط أو انفصال أو أي طريقة يراها مناسبة قد تعيد له دولته الجنوبية الضحية بسبب ساسة وقادة إنتهازيين فاشلين ورطوا شعبهم ودولتهم ، مالا يستطيعه الشعب هو التعايش مع حالة الأزمات المفتعلة المكتررة والمستمرة طيلة الثمان سنوات  السابقة وحتى اللحظة  ، وإبتزازه وإذلاله وتركيعه بصورة رخيصة تارة بأسم الرواتب عصب الحياة بالنسبة لأي مواطن بالعالم ، وتارة أخرى بأسم الخدمات وتحديدا قطاع الكهرباء .

الفشل الذريع و المريع والمدمر للقيادات لم يقتصر على الجانب السياسي ، بل تعدى ذلك إلى الحياة المعيشية للمواطن وحرمانه من أبسط حقوقه كالراتب المناسب لتسيير شؤون حياته اليومية بشرف وكرامة ، ناهيك عن الفشل والفساد والتخبط في إدارة شؤون الدولة الجنوبية ، أو المناطق الجنوبية المسيطر عليها بصورة مهنية واحترافية في وضع إستثنائي خطير للغاية ومعقد ، مصرين على عدم الاستعانة بكفاءات فذة تمتلك قدرات ومهارات إستثنائية لإدارة هكذا أوضاع معيشية وخدماتية وأمنية صعبة ، ومصرين على تقليد أهل ثقة غير جديرين بالثقة .

الشعب لم يعد تنطلي عليه الأخبار الكاذبة والفوتوشوب والمهرجانات والخطابات والشعارات التي لا طال منها بحسب أولوياته ، لهذا على القيادة إدراك أننا في مرحلة لا يسمح فيها بالأخطاء المتكررة وعدم التقييم والتصحيح ، وبالتالي مزيدا من التسلط والاستفراد بالقرارات المصيرية بصورة خاطئة ستؤدي بنا إلى مرحلة أشد خطرا من مرحلة الوحدة الاندماجية المشؤومة .

تحاول القيادة الان بعد فوات الآوان وقبل التوقيع النهائي بين مليشيات الحوثي والسعودية ممثلة بأدواتها المحلية الرخيصة تهيئة الشعب الجنوبي لما هو آتي قريبا ، من كارثة الكوارث والعودة مرة أخرى الى باب اليمن بصيغة أخطر من الصيغة الوحدوية السابقة رغم كل تلك التضحيات الجسام التي قدمها الجنوبيين مؤخرا ، وبالتالي أصبح الشعب الجنوبي الخاسر الأكبر والاوحد في هكذا نتائج ومخرجات دمرت تطلعاته وأهدافه ، وخسر كل شي حتى حلم الدولة الجنوبية والعيش الكريم كباقي شعوب العالم .