آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-06:14م

قصة ظالم سوق الملح!

الخميس - 21 ديسمبر 2023 - الساعة 11:22 ص

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


في عام 2017 مات الأب المؤسس لتجارة كبيرة في باب اليمن، بسوق الملح، بمدينة صنعاء.
ترك خلفه ثروة ضخمة، صارت من حق أبنائه الستة، ثلاثة ذكور، وثلاث بنات.
خلفه الابن الأكبر في إدارة التجارة والتصرف بالأموال.
في مطلع عام 2018  طالب الأبناء والبنات بنصيبهم الشرعي من الوِرثة، خصوصًا بعد أن تبين لهم أن شقيقهم الأكبر يبدد أموالهم في ملذاته الخاصة، ويعيش في بذخ غير طبيعي.
فعلً حسبوا  وجردوا كل ممتلكاتهم، بإشراف قاض من بيت المتوكل، مشهود له بالنزاهة.
وفي بداية عام 2019 اكملوا حصر التركة، وتوافقوا على تقسيمها بينهم، ولم يتبق في ذلك الحين إلا موافقة شقيقهم الأكبر على إكمال الإجراءات.
عند موعد التوقيع، لم يحضر شقيقهم، وتراجع في اللحظة الأخيرة عن المضي في توزيع ثروة والدهم، متذرعًا بما سماه العدوان الصهيوأمريكيإسرائيسعودي الزيمبابوبي.
وعندما سأله القاضي: وأيش دخل العدوان بحقوق اخوتك ونصيبهم من ثروة والدك؟
رد عليه: شكلك يا قاضي مع العدوان، ولا تهمك مصلحة الوطن والعزة والكرامة!
أضطر القاضي للسكوت، خوفا على سمعته وعِرضه.
راجعه القاضي والوسطاء، قال لهم، نحن في عدوان، ومن يطالب بمطالب خاصة هذه الأيام فهو مع العدوان!
ظل القاضي والوسطاء، وبضغوط الأهل والمقربين في ملاحقة الشقيق اللص، حتى استجاب بهم في نهاية عام 2020، ولكنه اشترط إعادة القسمة وحرمان شقيقه الأصغر من حقه بحجة ذهابه إلى السعودية للعمل، واتهمه بتهمة دعم العدوان ضد الجمهورية اليمنية والعزة والكرامة والحسن والحسين!
أضطر القاضي لمراجعة القسمة، وظلت العملية في أخذ ورد ومماطلة من الشقيق الأكبر بحجج مختلفة وذرائع عجيبة، حتى وافق أخيرًا تحت الضغط على التوقيع وإعطاء إخوته حقوقهم.
كان المفترض أن يتم التوقيع النهائي على القِسمة في نهاية منتصف شهر أكتوبر الماضي 2023.
فجأة تنصل الشقيق الأكبر عن كل تعهداته وتوقيعاته وموافقاته السابقة، واختفى لعدة أسابيع، ثم ظهر ورفض أن يمنح إخوته حتى قرش واحد، وتركهم في وضع مالي ومعيشي بائس، بينما هو يعيش في بذخ وثراء فاحش.
بعد تدخل الأهل والمعارف وذهابهم إليه لإقناعه بالرجوع عن ظلمه وتجبره ضد أشقائه وإعادة ما نهبه منهم، رد عليهم:
أحنا مشغولين بغززة وأنتوا مشغولين ببطونكم!
هل بتشوفوا مناظر الأطفال في غزة؟
هل بتهزكم تلك المجازر أو قدكم مع الصهاينة؟
هل بتخافوا الله؟
وعندها حلف لهم أنه لن يعطي قرش واحد لأي صهييوني يطالبه بأي حق!
عندها قال له القاضي : ألعب لك ألعب ياولدي، فإذا تمكنت من الكذب على الناس فلن تتمكن من الكذب على الله، والله أنك مجرد متسلبط كذاب!
وعندها رفع إخوته أيديهم إلى السماء، وقالوا: أنت حسبنا ونعم الوكيل!