آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:27ص

غزة ولعبة إيران والحوثة

الأربعاء - 20 ديسمبر 2023 - الساعة 06:22 م

عبدالجبار ثابت الشهابي
بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


 

عبدالجبار ثابت الشهابي

أصبحنا في حيرة: هل المسيرات، التي تنطلق من هذا البلد صوب السفن في البحر الأحمر، وباب المندب، وباتجاه فلسطين المحتلة؛ بدعوى الثأر لأهل بيت المقدس؛ هي (مسيرات، وطائرات غير مأهولة) يمنية (حوثية) مئة في المئة؛ حسب ادعاء الحوثة؛ أم هي إيرانية؛ لابسة (شراشف) حوثية، تأكل الثوم في طهران، وتنفث الروائح العفنة بأفواه اليمنيين؟! 
والحقيقة نقول، فإن البقر (للوهلة الأولى) قد تشابه علينا!! فهذا وزير الدفاع الإيراني يصرح واصفا البحر الأحمر الذي تنطلق منه هذه المسيرات بأنه منطقة نفوذ،  آيرانية.. فماذا يعني هذا؟! هل صار الحوثة بذلك، وبصورة رسمية، معلنة مجرد قلم بيد المحرك  النائم في (قم) او المتصعلك في طهران؟! أم ماذا يعني وزير دفاع طهران؛ الذي يبدو أنه نسي الجغرافيا، فأضاع الحدود واختزل البحار والمحيطات، ووصل سواحل الحديدة بلفظة من لسانه، أو زلة، ليقول ماصعب عليه قوله منذ تسع سنوات من الحرب؛ التي يشعلها ضد اليمن.. 
ولولا أن الحكومة اليمنية الشرعية قد استنكرت تصريحاته في حينه لصرنا في بحر لجي تتلاطم به الظلمات من الحيرة، وانغلاق الرؤية، ليأتي السؤال ملحا: من هو الموجود ثمة.. ألحوثة، أم الايرانيين؟!
وبنظرة فاحصة لما يجري، تتجلى الأمور، وتظهر من خلف هذه المعمعة.. فالحوثة، وهم عيال علي خامنئي، يريدون بماحصل تبييض وجوههم أمام المحافظات التي يسيطرون عليها، وإقناع المجتمع بأنه (أي الحوثي) ينهض بمهام جسيمة في نصرة الأمة؛ لا أحد نهض بها غيره؛ ليتحمل المجتمع هناك عنت مايفرض عليهم هو من الجبايات، والأتاوات، خلاف الضرائب، والزكوات، وما ابتدعوه في نصيب الخمس،وحولوا الناس به إلى بقرة حلوب لمن يسمونهم ب(ٱل البيت) ذلك بأنهم صاروا يشعرون بالتململ الحاصل في الصفوف، وما يحمل من نذير الثورة القادمة على نظام حكمهم الانقلابي، السلالي، المرفوض بثورة ال26 من سبتمبر 1962م. 
لكن في الجانب الٱخر؛ ماذا تريد طهران؟! ألم يعلموا من أجدادهم، ومن عيالهم في صعدة هذا الزمان؛ أن البحر الأحمر (الواقع في اليمن) هو شريان حياة سكان المعمورة كلها، وأن ادعاء حق العربدة فيه، وحق حماية القراصنة في مياهه؛ مسألة غير مقبولة على الاطلاق؟!
ومع ذلك يمكن القول أن من المحتمل أن يكون الطرفان المتحالفان عقيدة ومصيرا (إيران والحوثة) قد سار كل منهما في اتجاه، كمسلك مناورة، لكنهما متفقان مع ذلك على اللقاء في نقطة محددة، يتماهى فيها الطرفان مصيريا عند هدف واحد، محدد، هو عسكرة البحر الأحمر (وقد بدأت الٱن) وتوفير المبرر لانطلاق المشروع الصهيوني الذي يعملان لخدمته من الباطن(من النيل إلى الفرات) وبالنيابة تعمل ٱلة الحرب الأمريكية، كما هي في كل مكان لمصلحة هذا المشروع، كمعتقد ديني مشترك بين اليهود والنصارى الإنجيليين؛ فيكون الطرفان بذلك (إيران والحوثة) قد خدما المشروع الصهيوني، والتقيا عنده، ومعه، ليحققا بعده ماكان قد تم الاتفاق عليه قبل سنوات، ليعود ذلك الاتفاق اليوم في معركة الصراع الكاذبة الحالية في البحر الأحمر، التي تجري مع بعض طواحين الهواء، على سواحل البحر الأحمر.
لكن ثمة شيء مهم غفل عنه كل المخططين، ومشعلو وتجار الحروب، في هذه المعمعة، لقد تناسوا أن الأمر كله لله، وأن ما أراده الله سيكون.. هذا فقط، ولا شيء من قبل ولا من بعد، وسيبقى سكان غزة وأهل بيت المقدس، التي أوقدوا جميعا جحيم الحرب فيها؛ سيبقون منتصرين بالله، لا بالحوثة، ولا بإيران، وكما جاء الوعد على لسان من لاينطق عن الهوى (لاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، ولعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من عاداهم إلى قيام الساعة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. هذه حتمية.. أعلى من السياسة، وفوق كل (تكتيك)..