آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-08:41ص

مناشدة لوالد المرحوم منير الكلدي.. ليتك تعفو وتصفح عن نفس فقدت ثلثي اهلها

الثلاثاء - 19 ديسمبر 2023 - الساعة 07:24 م

احمد عقيل باراس
بقلم: احمد عقيل باراس
- ارشيف الكاتب


         لا يشعر بالوجع الغائر في نفوس من فقدوا احبتهم الا من عاش تجربة الم الفقد نفسها وجربها فمن سمع عن الفقد ليس كمن عاشه ومن اكتوى بناره ليس كمن شاهده ومهما كان وصفنا للألم فلا يمكن لكل الكلمات ان تعبر عنه او تصفه فللألم عند من يعتصره مذاقات مرة لا يعرف كنها وطعمها غير متذوقها...

         واذا بحثنا عن اسوى انواع الفقد فلا نجد أسوأ من فقدان الأب لابنه ولا الابن لأبيه ولا الأخ لأخيه ولا الصديق لصديقه ولا أسوأ من فقد أم أو أخت أو فقد قريب فكل انواع الفقد في نهاية المطاف مؤلمة ولا يمكن لاي شي ان يعوضنا عمن فقدناهم ولو ملكنا الدنيا بما فيها.... كل هذا واكثر دار في خاطري وانا اتابع تفاصيل ما جرى في جلسة اليوم الاول لمحاكمة قائد القطاع الشرقي للحزام الامني عدن علاء المشرقي وعدد من افراده في حادثة مقتل الشاب منير اليافعي ابن اخونا محضار الكلدي الذي نحس ونشعر بالألم الذي يعتصر قلبه حزناً على فقد ابنه ولا نقول إلا ربي يرحمه ويسكنه الجنة وعصم الله قلبه وقلوب محبيه جميعاً فالقتل فعل مدان وشنيع ولا يمكن لاي انسان سوي ان يتقبله ولا اعظم ولا اكبر عند الله من ازهاق نفس معصومة.

         وبرغم معرفتنا التامة بعلاء المشرقي وبسلوكياته التي يعرفها عنه كل من عرفه وما يحظى به من احترام بين اوساط افراده وفي محيطه الاجتماعي اذ لم يكن في يوم من الايام من المتهورين او الطائشين او من البلاطجة ولم يكن من المتعاطين لاي من المسكرات بأنواعها مثلما كنا نجدها عند غيره من بعض القيادات الأمنية ما يجعلنا واثقين ان علاء لا يمكن ان يقتل متعمداً ولا يمكن ان يكون حتى مشاركاً في أي عملية قتل متعمدة وهذا الكلام نقوله لوجه الله وليس من اجل فلان او علان او لمصلحة خاصة وبرغم كل ذلك وكل ما نعرفه من صفات حميدة عنه إلا اننا لا نستطيع ان نبرئه او ندينه فهذا الامر يعود للقضاء وحده وهو كفيل بإظهار الحقيقة وقول الكلمة الفصل.

         لكننا ومن خلال ما دار في ذلك اليوم من وقائع جلسة محاكمته الاولى  ندعو والد المرحوم منير اليافعي ونناشده برجا وتوسل لان يأخذ ما جاء في كلام علاء الموجه إليه في جلسة المحكمة مأخذ الجد فعلاء لا يكذب وصادق في كل كلمة قالها فهو بالفعل يشعر ويحس بما في النفس من الم الفقد لأنه جرب الفقد وعاشه ليس مرة ولا مرتان بل ثلاث مرات حيث جرب وعاش فقد الاب اغتيالاً غدراً وبعده جرب وعاش فقد الاخ الأول وايضاً اغتيالاً وغدراً واخيراً جرب وعاش فقد الاخ الثاني كرم اغتيالاً وكذلك غدراً ليفقد ثلثي اسرته بدون اي مقدمات وكان لرحيل كرم تأثير كبير عليه وعلى اسرته اذ غير هذا الرحيل وهذا الفقد نمط حياة هذه الأسرة تماماً ما دفع بعلاء لان يعود إلى عدن من بلد الاغتراب التي ذهب إليها مبكراً لا بحثاً عن منصب ولا طمعاً في مال بقدر ما كان باحثاً عن القصاص بالحق من القتلة الذين ارتكبوا هذه الفعلة غيلة وغدراً بحق اخيه ومواجهتهم وحتى لا يلقى هؤلاء القتلة نفس المصير الذي لقيه قتلة ابيه واخيه الاول من الحرية وعدم المتابعة وعاد لعدن بعد ان عجز الجميع عن الوصول لقتلة كرم برغم ما نملكه من اجهزة واطقم وتشكيلات ويبقي فيها رافضاً كل توسلات والدته له المصحوبة بدموعها بترك عدن والعودة من حيث اتى إلى بلد اغترابه خوفاً عليه من ملاقاة نفس مصير والده واخويه مفضلاً البقاء وعدم المغادرة واعداً اياها بالعودة بعد ان يقبض على القتلة ويسلمهم للقضاء لينالوا جزائهم.

         حيث ظل منذ وصوله والى لحظة احتجازه وهو يعيش معظم وقته في تتبع كل الخيوط التي يمكن ان تصله للقتلة من تتبع لأماكن تواجدهم وتنقلاتهم من منطقة إلى اخرى ومن تتبع لمعظم  وسائل النقل نوع باصات الفوكسي وسيلة النقل التي استخدمها القتلة في جريمتهم لعل وعسى ان يهيئ له الله من يساعده على انجاز ما عاد من اجله إلى عدن وليحقق وعده لوالدته بالمغادرة والعودة بمجرد الوصول للقتلة فقد كان يعيش حياته لهذا الهدف وليس لاي شي غيره ولم يكن يدري بما كان يخبئ له القدر ليصبح من باحث عن قتلة اخويه وابيه إلى متهم بالقتل في حادثة كانت لها ملابساتها وظروفها ولا نعدو هذا بغير الابتلاء من الله سبحانه وتعالى.

         كم نتمنى من والد المرحوم منير اليوم وبعد ان استمع لعلاء إن يأخذ الأمر إليه كما كان يريد علاء منذ اليوم الاول ان لم تكن اللحظات الاولى للحادث ويقطع فيه بما يراه وألا يأخذ ويعير ما قيل عن الحادث وما صاحبها من شحن أي اهتمام فهي لا تعبر عن موقف علاء بقدر ما تعبر عن قائليها فمنذ البداية كانت هناك حلقة مفقودة حالت دون وصول علاء لوالد المرحوم منير وسامح الله من كان السبب في ذلك وللأسف نقولها بمرارة ان البعض اراد من خلال هذه الحلقة المفقودة اكان بقصد او بدون قصد ان يستثمر حادثة القتل هذه لتصفية حسابات شخصية مع اسرة المشرقي ومع علاء نفسه على وجه الخصوص وبعضها لتصفية حسابات اكبر في اطار التشويه المتعمد للأوضاع في عدن وما ساعد على ذلك الشحن الغير مبرر الأخطاء الشخصية لبعض المحسوبين على علاء في تناولاتهم للحادث بدون علم منه او أخذ موافقته عليها لاعتقادهم انهم بذلك يقدمون خدمة لصديقهم.

         لقد تجمعت عوامل مختلفة لإيصال الجميع إلى هذه الحالة التي لم يتضرر منها سوى أسرة المرحوم منير اليافعي وأسرة علاء المشرقي ولا زالت للأسف فصولها مستمرة وستستمر حتى وان حكمت المحكمة حكمها وايدته كافة درجات التقاضي وحده فقط من يستطيع انها هذا الامر وهو الاخ محضار والد المرحوم منير ويقدر على فعل هذا الشي وطالما وعلاء ارجع الأمر إليه نتمنى ان يفعلها ويحكم بما يمليه عليه ضميره وبما يراه... وكم نتمنى ان يفعلها ونغلق هذا الباب ففي النهاية لن يحكم القاضي بغير احدى الثلاث اما بالإدانة واما بالبراءة واما باعتبار القتل قتل خطأ وأي من هذه الأحكام يمكن ان يصل إليها والد المرحوم منير بدون ان يكون محتاج لكل هذا الوقت من الجلسات ولكل هذه الدرجات من التقاضي واذا كنا نعرف علاء جيداً ونعرف خصاله فإننا نتوقع ونعتقد في الأخ محضار الخير فنناشده الله وبحق الانسانية ان يرفق بقلب أم مكلومة فقدت الزوج وفقدت اثنين من ابنائها ونرجوه ألا يكون سبب بأن يلحق ابنها الثالث بأبيه وبأخويه فالخير كل الخير في العفو والصفح  وإذا كنا جميعاً برغم المنا لا نستطيع ان نعيد الحياة لمن رحلوا ولا إعادة المشهد بغير ما جرى فإن بيد الأخ محضار بعد الله سبحانه وتعالى أن يعفو ويصفح.. والله من وراء القصد.