آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:24ص

من تجارب الحياة الحلقة 158 .. تدشين الأكاديمية العليا في العاصمة عدن

السبت - 16 ديسمبر 2023 - الساعة 08:50 م

علي ناجي عبيد
بقلم: علي ناجي عبيد
- ارشيف الكاتب


عندما دخلتُ معسكر بدر وشاهدته خرابا انقبضت نفسي  لكن عندما وصلت إلى هذا المكان (اقصد المبنى المجدد والمخصص للأكاديمية) إستعدت الأنفاس وارتفعت المعنويات هذا ما قاله فخامة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الإنتقالي اللواء الركن عيدروس بن قاسم الزبيدي مفتتحا حديثه العميق والمسؤول مع الحضور من القيادات العسكرية لمختلف الصنوف والتخصصات والضباط الدارسين العائدين من السودان.

مشيرا إلى أهمية هذا الإحياء لمؤسسات القوات المسلحة في العاصمة عدن 
مؤكدا على الدعم والوقوف إلى جانب معالي وزير الدفاع في هذا المسعى الرائع والمتواصل.

إذ يأتي تدشين الأكاديمية بعد إعادة الكلية العسكرية إلى جاهزيتها ومعها المعهد العسكري العالي لتأهيل القادة (مدرسة تأهيل الضباط معهد الثلايا).

البدء وفق خطط متوالية بإعادة مؤسسات التأهيل العسكرية من الكلية
فالمعهد إلى الأكاديمية العسكرية العليا تعتبر التي يقودها معالي وزير الدفاع الفريق الركن محسن محمد الداعري تعتبر موفقة غاية في الصحة والتوفيق في الإختيار

رغم شحة الإمكانيات وهي شرط إعادة بناء قوات مسلحة حديثة قادرة 
على أداء واجباتها في مواجهة أخطار المهددات القتالية وبنفس الوقت المساهمة الفاعلة في ترسيخ أواصر الأمن لما من شأنه إتاحة الفرص الكبيرة لإعادة البناء والإعمار لما دمرته حرب المليشيات الحوث إيرانية في البلاد بشكل عام، بهدف توفير الخدمات للمواطنين بمختلف أشكالها وبنفس الوقت إنجاز مهام المرحلة الإنتقالية .

كما أكد على ذلك نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي مؤكدا دعم مجلس القيادة الرئاسي لمعالي وزير الدفاع بشكل متكامل كونه يحضى بثقة الجميع وهو الذي يقف من الجميع على مسافة واحدة.

بعد الإفتتاح بآي من الذكر الحكيم ألقى معالي وزير الدفاع كلمة مكثفة مرحبا بالضيف الكبير عيدروس الزبيدي مؤكدا على السير بكل جدية  في  إعادة بناء القوات المسلحة على أسس علمية حديثة،  كما ألقى الأخ مدير كلية القادة والأركان القائم بأعمال مدير الأكاديمية اللوا الركن حسين ناصر مكررا الترحيب مؤكدا على بذل كل الجهود في سبيل إحياء الأكاديمية بكل مكوناتها.

(تفاصيل الكلمات  من مهام رجال الإعلام الذين حضروا الفعالية وعلى رأسهم من الجانب العسكري الإعلامي الشهير والمخضرم علي مقراط). 
لماذا إحياء وبشكل مكرر  ، من يعرف المعسكرات قبل عام 1990 والمنشآت العسكرية ومنها الطبية ورآها قبل أن تمسها عملية البعث إلى الحياة لا شك ستنقبض نفسه وتتوالى الأسئلة لماذا؟  ومن أجل  و...؟ و... 
معسكر بدر الكبير  
مثله مثل معسكرات طارق وصلاح الدين وسبأ والجلاء إلخ تعرضت ليس للتخريب فحسب بل للتدمير الكامل. 
ربما لمحو آثار وتاريخ مجيد للقوات المسلحة الجنوبية و... و....

لكن المستشفيات المدنية قبل العسكرية وبالأخص تلك التي تقدم خدماتها للمرأة والطفل مثل مستشفى الكنين( عبود المدني للنساء والولادة ومستشفى الصداقة كأكبر مستشفى للأمومة والطفولة في الجنوب والشمال إلخ) يعلم المتسائل إن ذلك التدمير ومعه المزارع والمصانع
إنما يهدف إلى تدمير سبل ووسائل الحياة للمواطنين في الجنوب مع إن المستشفيات العسكرية والأمنية تقدم خدماتها المجانية ليس للمدنيين من أسر رجال الجيش والأمن ولكن لكل المواطنين.

معسكر بدر الذي كان يستوعب قيادة القوى الجوية وأغلب مكوناتها القتالية والفنية والتأميية أصبح قاعا صفصفا يثير الحزن والندم و... و... 
لكن الإصرار على إعادة البناء بدء برفع الأنقاض ووفق أولوية يخطط لها معالي الأخ وزير الدفاع ويبذل كل جهد في التنفيذ، إذ  أعيد فيه بناء مقرات ديوان وزارة الدفاع وصالة الرياضة وبعض منشآت أخرى إضافة إلى مقر الأكاديمية، هذا ما يعيد الأمل ويرفع المعنويات ويستدعي تعاون الجميع بكل أشكاله الإيجابية بداية من دعم القيادات الأعلى إلى الجندي في الحفاظ على ما تحقق وإنجاز المزيد. فالمهمة صعبة في ظل شحة الإمكانيّات لكن ستذلل بفعل ذلك التعاون المنشود  مع التطلع إلى المستقبل بروح تفاؤلية والوقوف مع ووراء الوزير في سبيل تحقيق أهداف عملية الإحياء بوتائر عالية.

الآمال كبيرة والهمم عالية تقوم على مبدأ إستغلال الإمكانات والطاقات المتوفرة بأقصى درجاتها المنتجة والبحث عن الجديد من الوسائل والأموال. 
التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات المتحدة لم يبخل في الدعم بالدماء أثناء حرب طويلة ومكلفة، فإن قياداته الحكيمة ستمد أيديها الكريمة من خلال الدعم بالأموال والوسائل والخبرات لإنجاز عملية الإحياء لما يمكن من تأهيل القوات المسلحة من القيام بأداء دورها في ترسيخ أواصر الأمن والاستقرار الاقليمي ذو الامتداد العالمي وخاصة أن مدينة عدن تمتلك الأهمية الكبرى في السيطرة على مضيق باب المندب الذي يعتبر مفتاح أمن المنطقة وعدن مفتاحه. وهنا ترتفع أهمية هذا الإحياء إلى مصاف إقليمية ودولية لا بد أن تتكلل بالنجاح.