آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-06:58ص

الاستنزاف .. عنوان للحرب القادمة

الأربعاء - 13 ديسمبر 2023 - الساعة 01:20 ص

أحمد سعيد كرامة
بقلم: أحمد سعيد كرامة
- ارشيف الكاتب


هناك من القوى الإقليمية وجدت ضالتها وهدفها وفرصتها للقضاء أو إستنزاف الحوثي بعد مشاركته في إستهداف الكيان الصهيوني مؤخرا ، وتهديده المباشر للمصالح الصهيونية والإقليمية والدولية في مضيق باب المندب .

القوى الإقليمية والعالمية لم تكن سابقا وحاليا متحمسة أو حتى ضمن رؤيتها ومصلحتها وإستراتيجيتها دعم الجنوبيين أو حتى طارق عفاش وغيرهم من المناوئين للحوثي ، بأسلحة نوعية تعزز به عامل التوازن والردع المختل لصالح الحوثي حاليآ .

هناك من الأدوات المحلية المغامرة كعادتها من يتصدرون المشهد ، من أجل كسب ود ورضا بعض القوى الإقليمية والدولية من خلال عرض خدماتهم الجنونية غير محسوبة النتائج والعواقب على الشعب والوطن .

لن تتأثر مباشرة إسرائيل ولا بريطانيا ولا فرنسا ولا الولايات المتحدة الأمريكية من تداعيات أي حرب إستنزافية قادمة تكون مسرحها السواحل والشواطئ والاراضي اليمنية شمالية كانت أم جنوبية ، طيلة الثمان سنوات السابقة وقبلها سبعون عام مضى لم نكن نحن معشر اليمنيين على هامش إهتمام الإقليم والعالم ، وحالنا شعب وأرض خير دليل وشاهد على ذلك التهميش والتمييز العنصري رغم موقعنا الجغرافي الإستراتيجي العالمي .

حتى وإن وقع الحوثي بالرياض على وثيقة وقف الحرب وعدم إستهداف الرياض وغيرها من التفاهمات غير المعلنة ، فلن يسلم أحد من الغرب والإقليم من الفوضى والاقتتال وإستهداف منابع النفط في شبة الجزيرة العربية تحديدا ، لا تعتبروا هذه الكلمات ترويج أو تأييد أو تخويف وتثبيط الهمم لصالح الحوثي ، هي قرأة تحليلية واقعية .

هاجس إنفصال جنوب اليمن من قبل الرياض وإنتهازيتها دفعها إلى معاداة والتفريط بأهم حلفائها الإمارات التي قد تكون اليوم او غدا بأمس الحاجة إليها ، وكذلك العلاقة غير السوية مع جنوب اليمن وإضعافه وإنهاكه لصالح الحوثي عدوا الامس واليوم وغدا للرياض ، بل وصل الأمر إلى التنكيل بالشعب الجنوبي من خلال الأزمات المفتعلة والمؤامرات والدسائس والزج بفاسدين وفاشلين في هرم السلطات اليمنية الشرعية المهترئة .

وبالتالي أضعفت من كان يجب تقويتهم ، لم تكن لديها رؤية حقيقية وعملية ناجحة لإدارة ملف شائك وصعب للغاية خارج أراضيها ، ولا تريد تقييم أخطائها الاستراتيجية القاتلة المدمرة ومعالجتها بأسرع وقت ممكن ، ولهذا لن تسلم من أي إستهداف حوثي إذا ما أندلعت أي حرب قادمة تحت مسمى تأمين ممر مضيق باب المندب ، سيعاني العالم أجمع جراء غلق مضيق باب المندب بصورة تامة ، ولن تسلم منابع ومنشات النفط الخام الخليجي والبنية التحتية من الاستهداف العسكري الحوثي المباشر ، لهذا أسدت إيران هذه المهمة للحوثي بسبب أن لديه ما يهدد به مصالح العالم أجمع وليس الإقليم فقط .

على القيادة التريث قليلا قبل إتخاذ قرارات مصيرية بتوقيت خاطئ سيدفع الشعب ثمنه غاليا ، دعوهم يتقاتلون ونلتزم الحياد حتى يرضخوا ويلبوا جميع شروطنا أولا ، بعدها نأخذ مزيد من الوقت لاتخاذ قرار المشاركة من عدمه ، لا نريد مزيدا من الخسائر البشرية والإقتصادية مع من يتربص بنا ويصنفنا في خانة الأعداء حتى اللحظة .