آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-08:15ص


الكذب والإشاعات ضرب من السقوط الأخلاقي

الأحد - 10 ديسمبر 2023 - الساعة 01:59 ص

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


لقد بلغ السيل الزبى ، وطم السيل الغيل ، وطغى الصهاينة طغيانا لامثيل له في التاريخ ، حتى الكذب استخدمه الصهاينة سلاحا لتشويه الفتية المجاهدين المسلمين المؤمنين في قطاع غزة ، وقام الصليبيون الصهاينة الذين يدعمون الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين في عدوانه على غزة ، بل ويشاركونه في إحراق غزة وإبادة الغزاويين وتطهيرهم عرقيا بالعدد والعتاد ، والإدارة والتخطيط ، والأمر والتنفيذ في تلك الحرب الإجرامية الظالمة . ولم يقف هؤلاء المجرمون الغربيون عند الأسلحة المتطورة والمحرمة التي يحملونها عبر البحر والجو للكيان الصهيوني ، واستحضار الخبراء العسكريين ، والجيوش المدربين لمساندة ومشاركة الجيش الصهيوني في العدوان على غزة ، فضلا عن الأساطيل البحرية والجوية الغربية التي سخرت لخدمة الجيش الصهيوني ، بل أصبحت غرفة العمليات العسكرية الصهيونية التي تدير حرب الإبادة في غزة ، تتشكل من الأمريكي والإنجليزي والفرنسي والألماني والإيطالي والإسرائيلي وغيرهم .

ويبدو أن هذا الحشد والإعداد لحروب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لغزة وأهلها وسائر فلسطين لم يكن كافيا في نظر قادة امبراطوريات الكذب الغربية ، الأمر الذي جعل قائدهم الأعلى بايدن يطلب من قائد الصهاينة نتنياهو أن يمده بشيء من الأكاذيب والإشاعات ومامن شأنه تشويه أولئك الفتية المؤمنين المجاهدين في غزة ، وهو بنفسه من سيتولى نشرها وتوظيفها في أوساط المجتمعات الغربية ، لعلنا نستطيع تضليل الرأي العام الغربي ؛ وبذلك تتوقف أو تخف تلك التظاهرات التي أصبحت تشكل إزعاجا كبيرا لنا ؛ إذ تخرج كل يوم في المدن الغربية رافضة لاستمرار الحرب على غزة ؛ إذ أضحت تدرك جيدا أن ما نقوم به في غزة إنما هو إبادة جماعية وتطهير عرقي ، ومن تلك الإشاعات والأكاذيب مايلي : قتلوا أمام بوابة المشفى المعمداني بغزة أكثر من أربعمائة شخص معظمهم أطفال بصاروخ صهيوني واحد ، قال نتنياهو إن هذه المجزرة كانت بفعل صاروخ أطلقته على المشفى سرايا القدس ، فقال بايدن وهو يخاطب مجلس الحرب الصهيوني في تل أبيب: كنت أعلم يقينا أن المذبحة التي حصلت في المشفى المعمداني من فعل الطرف الآخر ، ويعني بالطرف الآخر فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ، ولم يبد نتنياهو أي اهتمام لما قال بايدن ، وكأن حاله يقول : إن ما تقوله يابايدن ضرب من الكذب اختلقناه أنا وأنت . وفي السابع من أكتوبر المنصرم قال نتنياهو : إن فصائل المقاومة قتلت الأطفال الصهاينة في مستوطنات غلاف غزة ، وقامت بقطع رؤوسهم ، فقام بايدن من مكتبه في واشنطن بإعادة قول هذه الكذبة نفسها ، ورددها كثيرا ، وعمل على نشرها وتوظيفها لتضليل المجتمع الأمريكي وغيره من المجتمعات الغربية .

وهاهو اليوم نتنياهو يقول : لقد استخدمت المقاومة في السابع من أكتوبر العنف الجنسي مع الأسرى الصهاينة ، فيظهر بايدن من هناك يردد الكذبة نفسها . غير أننا نقول لهم : هيهات هيهات لما تكذبون ، فأنتم يبدو أنكم لا تعرفون شيئا عن الدين الإسلامي ، ولم تفقهوا شيئا من أحكامه وتشريعاته وتعليماته وأدبياته وأخلاقياته ، وبذلك فأنتم لاتعلمون شيئا عن المجاهد الغزاوي المؤمن الذي نشأ في رياض القرآن العظيم ، فاستنشق عبيره ، وارتوى من نبعه الصافي الكريم ، وتخلق بمكارم أخلاقه التي تطال عنان السماء سموا ، وتغذى من موائد أحكامه وتشريعاته العادلة ، وتربى على مناهجه وطرائقه الفاضلة.