هذا ما حدث ويحدث اليوم بسبب تخبط وفشل التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن ، الإقليم قبل العالم سيكتوي بنار سيطرة الحوثي على أحد أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم باب المندب .
سيطلق الحوثي سراح السفينة الإسرائيلية المختطفة أو المحتجزة ، وبتلك الطريقة أوصل رسالة للاقليم والعالم أجمع أنه أصبح المسيطر الفعلي على مضيق باب المندب ، لن تغامر معظم شركات النقل البحري العالمية بعد اليوم بتحدي الحوثي في الممر ، فذلك يعني تعرضها للقرصنة أو الاستهداف العسكري المباشر ، وبالتالي نسبة المخاطر العالية ستؤدي إلى تضاعف التأمين ، وقد تلجى كثير من شركات النقل البحري مستقبلا إلى سلوك مسارات طويلة أكثر أمان وأقل كلفة تأمين .
أثبتت إيران أن لها اليد الطولى على القرار الحوثي بصنعاء مكره أخاك لا بطل ، الدعم الإيراني لا يقتصر على التسليح التقليدي والنوعي فقط ، بل تعداه ذلك إلى الدعم المالي الضخم عن طريق منح المشتقات النفطية والغاز المنزلي الإيراني الذي يصل إلى الحديدة ، وأصبحت إيران بالنسبة للحوثي شريان حياة ورئته الوحيدة التي يتنفس من خلالها ، وبالتالي لا مناص من تنفيذ أوامر المرشد الأعلى الإيراني في اليمن حتى لو يعد ذلك إنتحارا .
لماذا أوكلت إيران مهمة إستهداف العمق الإسرائيلي لمليشيات الحوثي ، ولم توكل ذلك للحشد الشعبي العراقي أو لمليشياتها في سوريا أو لحزب الله اللبناني رغم قربهم من إسرائيل .
ستنتقم إسرائيل من الحوثي عن طريق إستهداف موانئ الحديدة ومطار صنعاء وبعض الأهداف العسكرية والأمنية والاستخبارتية المهمة في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي لاحقا ، وبنك أهداف إسرائيل محدود للغاية في اليمن بسبب الافتقار للاهداف الإستراتيجية ، ولا عقوبات أي كان نوعها ستكون مجدية أو حتى رادعة .
