آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-02:34ص


نحيب الوطن برحيل فقيد الوطن الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد الحالمي

الأحد - 19 نوفمبر 2023 - الساعة 09:20 م

أ. باسل النسري
بقلم: أ. باسل النسري
- ارشيف الكاتب


الروح والقلب والأعماق في وطني حزينة مكلومة ناحت من أعماقها برحيل ابنها البار،
كم كانت تتمنى عدن أن تحظى بلقاء ابنها ولو يوماً واحد ولكنها شاخت ولم تحظى بلقاء ابنها، عدن كتمت سر حزنها لفراق ابنها وإبن الوطن ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن منذو أن غادرها وغادر تراب الوطن ولكنها عاشت عدن وعشنا جمعياً على أمل أن نلتقي ونحظى بلقاء دكتورنا وحبيبنا وتتصافح الأيادي وتتعانق الأجساد ويتحقق للقلوب والأرواح أمانيها وهكذا كنا نطمح نحن أحباب وذوي وأهالي الفقيد ويطمح معانا أصدقاء وزملاء ورفاق القائد والأب الروحي وهي كذلك عدن وكل بعقة شريفة في ربوع الجنوب هي الاخرى تنوح وتأن ولكن أنين وشوق وحنين من نوع آخر إنه نوح الأوطان على رجالها وأبنائها المخلصين الذي لايعرف لغة هذا الحنين كل العامة وربما يدركه القليل منا.

ثلاثة عقود من الزمن كنا ننتظر اللقاء المشروط الذي لم يأتي جوابه وكلما مرّ عقد من الزمن تعثر حلم اللقاء المنشود ولولا فسحة الأمل التي عشناها وكنا جميعاً نحيى على أمل نستلهمه من كل كلمة نسمعها أو نقرأها أو ظهور نلاحظ من خلاله فقيد الوطن الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد وكأنه يفتح أمامنا آفاق جديدة من الأمل والصبر والنور،
وهكذا مرت الأيام والسنين ومر الجميع بمحطات ووقفات ومواقف واختبارات يأس ورسب عدداً كبير وتعثر الكثير وتعطلت لغة الكلام عند الكثير ولكن فقيدنا ظل ذلك الطود العظيم وكأنه جبل شمسان الأخر ثابتاً مستقراً شامخاً لم ولن تأثر به الظروف رغم قساوتها وهم هكذا ذوي المبادئ والقناعات الراسخة لم ولن تستطع حتى عوامل وتداعيات وسلوكيات السياسة أن تؤثر بهم على الإطلاق.

المناضل اللواء الركن دكتور عبدالله أحمد بن أحمد النسري الحالمي رقماً واسماّ وطنياً معروف لأنه يقع على صدارة كل الأعداد والأرقام والأسماء، لهذا هو أشهر من نار على علم  والمعرّف لايعرّف، كيف لا وهو أحد أبرز العنوانين الوطنية اقترن اسمه بعدد من الصفات  والألقاب مثل النزاهة والشجاعة والسماحة والتضحية والوطنية والإخلاص والإخلاق والتواضع والترفع والثقافة والعلم والمعرفة والاحترام، اختزلت بداخله القيم والإخلاقيات وهو اختزل بداخلها لحتى أصبح بنظر وتقدير كل من عرفه أحد العنوانين البارزة لتاريخ الوطن المعاصر والحديث.

وعليه لقد انتظرنا نحن وكل من يعرف الدكتور عبدالله من عامة الشعب عودته لأننا وبلا شك نعتقد أن بعودته سوف يعود للوطن كثيراً مما فقده الوطن بغياب هؤلاء الميامين

ترجل دكتورنا وصعدت روحه الطاهرة إلى جوار بارئها وخلفنا بعد رحيله على مفترق طرق مكلومين حزينين نتذكر كل كلمة وكل جملة وكل عنوان عريض خطه لنا بيده نعزي أنفسنا بما خلفه لنا من تاريخ نبيل صنعها وسطره خلال عمره الجميل واخيراً وداعاً وداعاً ايها الأصيل

اعزي نفسي وكل أهلي وأخص الرجل النجيب الأب الروحي اللواء عبيد أحمد بن أحمد النسري كما هي التعازي لجميع إخواني أولاد وأحفاد الفقيد وأبناء إخوانه وكل أسرة آل الحاج أحمد بن أحمد الجويري واُشاطر الحزن الوطن وكل بقعة شريفة في ربوع الوطن حمى حُماها  ودافع  عن ثراها الفقيد.

كما اُعزي كل الرجال الوطنيين والمخلصين الذين أوجعهم كثيراً رحيلك أيها الفارس المقوار والشامخ العنيد.

أسأل الله أن يغفر لك ويتغمدك بواسع رحمته ويسكنك في الفردوس الأعلى من الجنة.


حالمين 19 نوفمبر 2023 ال