آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-08:15ص


عذراً أطفال غزَّة الخُدَّج .

الأحد - 19 نوفمبر 2023 - الساعة 08:34 ص

حربي الصبيحي
بقلم: حربي الصبيحي
- ارشيف الكاتب


عُذراً أطفال غزَّة الخُدَّج،لعل بطون الأُمهات لم تستطع - في ظل الترويع والتجويع والحصار والنَّار - الاحتفاظ بكم،فخرجتم منها بحثاً عن مكانٍ آمنٍ دافئٍ لتكملوا فيه ما نقص من أيام نموكم،لكنكم وقعتم - وهذا قدركم ومصيركم - في قبضة عدو صهيونيٍ عنصريٍ متوحِّشٍ أهمجٍ أرعنٍ يخافكم ويرتعد منكم،لا يراكم خُدَّجاً كما أنتم بل يجد فيكم:(صلاح الدين وأبو عمار وأحمد ياسين والقسام والسنوار) .

عُذراً أطفال غزَّة الخُدَّج،كان ظنَّكم أنَّكم ستجدون في خارج  مشيمات الأُمهات من يعتني بكم ويذود عنكم المخاطر يدفع  الضُّر ويمنع الشَّر،لكن أقوامكم من ترتبطون بهم دماً وعرقاً وإسلاماً خذلتكم وتخلَّت عنكم،كونها داجنةً لا روح فيها ومن يقف عليها رعاديداً لا يملكون شجاعة الإقدام والمواجهة خُدَّج القرارات والمواقف، يختبئون في حضانات الانصياع والهوان والعار .

عُذراً أطفال غزَّة الخُدَّج،كُرهاً وقهراً أسلمتم الأرواح لخالقها شهداء الصَّمت الدولي المُخزي المخجل،ويكفيكم أنَّكم كشفتم عورة نظامه المزيَّف،وإنَّ دوائره ومنظماته مجرد مسميات تلميع فارغة المضمون، لم يأت تأسيسها لخدمة البشرية كما هي شعاراتها المُزَّيفة،بقدر ما هي أدوات رخيصة في خدمة راعيها يسيرها كيفما شاء لمصالحه الخاصة،لقد كشفتم كذبها وعريتم حقيقتها وعرف الساذج أنَّها مجرد أدوات طيَّعة بيد الأقوياء،تقف مع الظالم القوي لا مع المظلوم الضَّعيف .

عُذراً أطفال غزَّة الخُدَّج،رحيلكم بتلك الطريقة البشعة المُهينة كانت موجعة ومؤلمة، تركت في النفوس ندوباً غائرةً وجروحاً عميقةً، لكن حسبكم أحباب الله  أنّها ستظل لعنة التاريخ حيَّة في جبين البشرية أجمعين إلى يوم الدِّين.