آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-07:39ص


خلاف رفاق الكفاح

الخميس - 16 نوفمبر 2023 - الساعة 01:14 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


لا يستطيع مشكك أن ينفي حقيقية دور جبهة التحرير والجبهة القومية في النضال ودورهما البارز في صنع الثورة وصياغة التحرر من براثن المستعمر الغاصب الذي مكث قرابة القرن وربع ونيف .
أن ثورة أكتوبر التي توجت بنصر نوفمبر لم تكن صنيع فرد أو جهة بل هي مزيج نضال دؤوب ومستمر لشعب جنوب اليمن الذي تمخض نضاله عن نشأت القوى الثورية والحركات العمالية والطلابية التي قدمت اول شهيد طلابي في مظاهرات عدن عام1956 م  المطالبة برحيل المستعمر الغاصب ومع استمرار الكفاح المسلح في الداخل تشكلت الجبهة القومية بقيادة قحطان الشعبي و جبهة  التحرير بقيادة عبد القوي مكاوي برعاية القاهرة عبد الناصر التي ما انفكت عن تقديم الدعم المعنوي و اللوجستي حيث كانت نصير الحراك العربي الذي تحول إلى مد ثوري على التواجد الاستعماري في تلك الحقبة التاريخية.
وبقرب النصر  الذي هو شراكة بين الجبهة القومية وجبهة التحرير اللتان اندمجتا بإيعاز من القاهرة في جبهة تحرير الجنوب فلوسي التي هي حصاد التحالف الشعبي والعمالي والطلابي والقطاع النسائي أثار القوميون الاستئتار بالنصر وخوض حرب اقصاء لشريك الكفاح المسلح جبهة التحرير والخوض في حرب ضروس ضدهم وملاحقة قادتهم بعد انتصارها في يونيو من عام 66م  وسيطرتها على عدن ومدن البلاد الداخلية وهروب قادة جبهة التحرير إلى اليمن الشمالي واستقرار بعضهم في القاهرة وتعرض بعضهم للاعتقال والاغتيال.
وبعد انفراد الجبهة القومية بحكم البلاد وتسلمهما المرافق الحيوية  الاقتصادية والإدارية والتخلص من التحررين لم تستطع التخلص من عادتها في الإقصاء حيث تسلطت بعض من قيادات القومية وأخذت تمارس الإقصاء في إطار تنظيمها فتمردت على قحطان الشعبي قائد الحركة و و ضعته رهن الاعتقال الجبري ثم تمردت على سالم ربيع واقصته بالاعدام دون محاكمة  وتواصل فيها الإقصاء حتى تخلصت من كل قيادة تحاول أن تنتهج سياسة تخالف سياسة الجماعة القومية التي تسلطت على السلطة واحتفظت بقيادة الجيش والداخلية لتمارس دور الحارس على النظام وكل من لا يروق لها فتقصيه غير ابها إلى تدهور الأوضاع طالما هي في القمة تمارس هوايتها في الإقصاء.
وما وصلت إليه البلد في الوقت الحاضر الا هو نتاج لسياسة التسلط والاقصاء التي قادت البلاد إلى وحدة غير مدروسة .
فالقوميون مهما اختلفت مسمياتهم فيما بعد وفق كل مرحلة جمهوريون اشتراكيون مسؤولون  بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن أوضاع البلاد المتدهورة  والتي ما زال خلفاؤهم يسيرون على نفس شاكلتهم في التسلط والاقصاء ورفض الآخر.
عصام مريسي