آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-03:26م

مستشفى الشفاء...الحرب النفسية

الأربعاء - 15 نوفمبر 2023 - الساعة 11:35 ص

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


 

أراد الصهاينة تطبيق خطة أمريكا في حربها ضد العراق حين سخروا كل وسائل إعلامهم في جعل مطار بغداد رمز للقوة و صرح لايقهر و بالغوا في تضخيم القوة التي تتحصن في مطار بغداد،
نشروا الشائعات  مستهدفين عقول الشعب و الجيش العراقي..
جعلوا الجميع يؤمن بأن سقوط المطار يعني سقوط بغداد،
 وللأسف ساعدهم في ذلك غالباً من دون قصد رجل كانت أعناق كل المتعاطفين تشرئب لمتابعة ما سيسرده لهم من بطولات في مؤتمر صحفي شبه يومي..
الناطق الإعلامي حينها الصحاف  كان يروي بطولات مبالغة فيها ربما وربما كان يقوم بذلك لشحذ الهمم و رفع المعنويات،
كان ينجرف مع الإشاعات الإمريكية وينفي بشدة سقوط المطار، بل و يروي ملاحم خارقة يقوم بها الابطال لحماية المطار، و كان يهطل علينا بالوعود بأننا سنسمع مايسرنا من الأخبار القادمة من مطار بغداد..
للأسف هذا الأمر  جعل الجميع يؤمنون أن المطار هو آخر قلاع المقاومة ضد القوات الإمريكية و حلفائها
وفي المقابل أستخدمت القوات الإمريكية القوة المفرطة بكل وسائل الدمار وألقت أطنان من القنابل  وحشدت قوات مبالغ فيها لإسقاط المطار فقط ..
وحين سقط المطار تهاوت المعنويات و سقطت بغداد وجيشها القوي نفسياً والذي سقط قبل ان يشترك فعلياً في الحرب..
وكنا شهود على إستسلام قادته قبل افراده وبأعداد كبيرة و بشكل متسارع دون مقاومة تذكر  لتنهار  بغداد وتسقط بثلاثة ايام فقط...
الصهاينة اليوم جعلوا من مستشفى مجمع الشفاء مثل مطار بغداد..
أشاعوا بأنه النقطة الفاصلة في الحرب و أنه معقل لكتائب القسام، و تحته انفاق عظيمة ينشط فيه كل قوى حماس وكتائب القسام، جعلوا منه مركز قوتها و أن كل خطط المقاومة تصنع من داخل هذا المستشفى...
ثم تدكه بالطائرات والدبابات و تحشد قوات كبيرة لتسقطه بغية تحقيق نصر مزيف رغم أنه مجرد مستشفى مجرد مبنى يلجأ فيه اضعف البشر وأكثرهم مدنية مجرد جرحى و أطباء ولأجئين..
وبذلك تحاول  تحقيق ثلاثة إنتصارات
أولا نصر معنوي أمام العالم بأنها قوية و تحقق نجاحات لتنقذ اصدقائها المحرجين من ضغوطات شعوبهم الذين يتظاهرون بشكل يومي وأعدادهم في تزائد على ابواب مجالسهم..
ثانيا نصر معنوي لرفع الحالة النفسية لدى أفرادها  المرهقين في إنتظار إسقاط غزة بفارغ الصبر مع كل مشاعر الرعب والخوف التي تدب في نفوسهم..
و ثالثاً و هو الأهم ضرب معنويات الأبطال الصامدين في ثغور غزة...
ولكن مشكلة الصهاينة أن الأمر في غزة الباسلة يختلف عن كل حروبها الخاطفة.. أنهم يواجهون أسود لايخشون الموت و قلوب صارت كالصخور لاتعرف الخوف و نفوس معتدة واثقة مؤمنة لاتخشى إلا الله.. 
فصوت أبو عبيدة لازال يصدح قوياً ويرعش مفاصلهم
و صواريخ القسام لازالت تنطلق وتضرب اوكارهم
وعدو مهزوم بدبابته التي لازالت تتساقط مثل لعب الأطفال و أفراده الذين ينكل بهم كالفراش وجيشه الذي يثخن في جراحه وعدد قتلاه المتزايد  مع كل توغل
غزة تعلمت درس بغداد دون حتى النظر إليه،
والسحر سينقلب على الساحر و سنرى العدو ينهار بإذنه تعالى قريباً..... 
فكلما  مر الوقت ولم يحقق الصهاينة نصراً حقيقياً  سيدفعون ثمنه باهضاً،
بدأنا نرى ملامح منه في الخلافات في قيادة الكيان الصهيوني و حلفائه،
و سيتسبب بإذن الله في إنهيار كيأنهم إلى الأبد وعودة كل تراب فلسطين إلى ملأكها الحقيقيين
و إن غداً لناظره قريب..