آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-12:17م

هل البطون تغلبت على العقول؟

الثلاثاء - 14 نوفمبر 2023 - الساعة 11:57 م

حسن عمر الصبيحي
بقلم: حسن عمر الصبيحي
- ارشيف الكاتب


لقد مر على شعبنا الجنوبي جوع كان يحكي عنه الآباء وبرغم معاناتهم في تلك المرحلة والكل يعلم وهذه المجاعة ليس ببعيد وكانت أكثر الناس لا معاشات لهم ولا متدخرات وكانوا يعيشون على كلف الرحمن وحسب ما كان يشرح لنا الجد أن تلك الأزمات لم تجعلهم يتذمرون ويجلسون في بيتهم يولولون وينتفون شعر رأسهم أو لحيتهم أو اشنابهم وانما جعلهم يفكرون كيف يدبرون أمورهم ويفكرون ويبحثون عن البدائل ومع الإيمان بالله سبحانه وتعالى أن الله خلقهم وهو من يطعمهم ويسقيهم ويعملون بالاسباب في سعيهم وبحثهم عن الطعام ولو كان القليل والقليل فهذا هو تقدير العزيز العليم وعلى الإنسان أن يتحكم في الأمور ولا يجعلها من تتحكم فيه.

كانت ثقة العبد بربه كبيرة ثقة المؤمن الذي يعلم أن تعسرة الأمور لا بد ما تفرج لأن لها رب حكيم خبير.  

ولكن باختلاف الناس اليوم بسبب ضعف تعاملهم مع مالك الملك 
والبعد عن تعاليمه وما يترتب على العبد السير به والإيمان بالله وبالقضاء والقدر والتوكل عليه  ومعرفت أن الله هو من ابتلاك ويبتليك ويمحصك ليعلم صبرك عند البلاء وايمانك بأن الله سبحانه وتعالى قادر على تفريج الأمور وأنه على كل شيء قدير.

فها انت اليوم تتذمر وتسخط وتحمل مخلوق عن ما يحصل دون أن تعمل بالاسباب وتبحث عن مخرج ولو بشي اليسير لتوفير ولو الحد الأدنى من العيش.

عليك أن تعلم أن هذا الأمر قد فرض عليك شغل مخك واجعله هو من يسيرك إلى النجاه لأن العقل وضع لتفكير والله سبحانه وتعالى لتدبير.  ولا تجعل بطنك هيا المتحكمه في حياتك لأنها أداة حشو وطحن وإخراج.

أرجو أن تكون الفكرة وصلت إليك وارجوا أن تعمل بما تغتضية الضروف بالحكمة لأن الضروف الصعبة تحتاج إلى عقل يدير الأمور وليس البطون. 
وإلى هنا نكتفي