آخر تحديث :الجمعة-17 مايو 2024-01:31ص

لتكن عودة الأخ الرئيس الزبيدي ليست كسابقاتها

السبت - 11 نوفمبر 2023 - الساعة 05:13 م

احمد عقيل باراس
بقلم: احمد عقيل باراس
- ارشيف الكاتب


       تأتي عودة فخامة الأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة إلى عدن اليوم مختلفة عما سبقها من عودات فالمدينة حالياً ليست بخير والاوضاع فيها وصلت إلى مستويات قياسية من السوء وغدا كل شي فيها ينذر بما هو أسوأ وبقدر الألم الذي نعيشه بعدن يأتي املنا من هذه العودة للأخ الرئيس فهي بالنسبة لنا آخر طوق نجاة واخر قبس نور يظهر لنا في نهاية النفق المظلم الذي وجدنا أنفسنا نعيشه لذا نتمنى ان تكون هذه العودة في مستوى تلك الآمال والتوقعات وهذا عهدنا بالأخ الرئيس القائد فهو الوحيد القادر على الانتصار لهذا الشعب وعلى تحقيق  امال وطموحات الجميع والقادر على وضع حد للمعاناة التي فرضت علينا ونحياها منذ اكثر من تسع سنوات عجاف مرت علينا ووصلت اليوم حد لا يطاق فاق كل التصورات وفاق طاقة ومستوى تحملنا كبشر .

 

     لقد قلناها في السابق ونقولها الان أن للاخ الرئيس عيدروس الزبيدي كاريزما خاصة فهو مختلف تماماً عمن سبقوه من قيادات وزعامات الجنوب فلم يحدث ان اجمع هذا الشعب في يوماً من الايام من باب المندب إلى المهرة طوال تاريخه على قائد بعينه مثلما أجمع عليه ولم يحصل ان فوض زعيم مثلما فوضه شعبه ولم يصل الناس إلى درجة ومستوى التعلق برجل ووضع ثقتهم فيه مثلما تعلقوا به ووضعوا ثقتهم فيه لذا من الظلم إلا يتحقق لهذا الشعب ما يصبوا إليه على يد من اجمعو عليه فالبرغم من الانكسارات ومن الألآم ومن تدني مستويات الناس المعيشية والخدمية فلا زالوا متمسكين بالأمل في التغيير وفي تصحيح الاوضاع ووقف هذا العبث الحاصل اليوم بعدن والذي تقريباً طال كل شي فيها ووصل الى حد التشويه بالتضحيات والدماء التي قدمها شعبنا حتى الوصول إلى هذه المرحلة من تاريخه.

 

       ان للناس طاقة محدودة من الصبر ومن القدرة على التحمل وقد وصلت اليوم إلى ذروتها ما جعلها ( اي الناس ) تفقد الثقة في معظم الموجودين من القيادات ولم تعد تثق إلا في رمزها وبطلها لكن إلى حين فاستمرار الفشل وازدياد المعاناة تؤثر على مكانة القائد بين اوساط شعبه وعند مريديه فتاتي عودة الأخ الرئيس اليوم إلى عدن وقد اصبحنا بفعل الأخطاء الجنوبية التي ارتكبناها بحاجة ماسة اكثر من اي وقت مضى لاستكمال تحريرها من هيمنة وسيطرة مراكز القوى التقليدية عليها وتحرير مواردنا والاستفادة من مقدراتنا المهدرة والمستنزفة ... تأتي هذه العودة ونحن بأمس الحاجة إلى قرار شجاع ومتقدم يوقف المظالم وينصف المظلومين ويعمل على تجريم العنصرية والمناطقية بين اوساطنا وعلى اعادة نشر ثقافة التسامح وروح السلام التي قامت عليها هذه المدينة منذ تأسيسها وكانت من بين اهم أسباب تكونها وتشكلها وتمتعها بهذه الشهرة الواسعة ... تأتي عودة الأخ الرئيس اليوم إلى عدن في ظل هذا الواقع المأساوي الذي تعيشه المدينة والذي لم يسبق له مثيل من قبل فقد تساقطت فيها قطاعات واسعه وشرائح عدة من المجتمع بفعل سياسة الجبايات المبالغ فيها التي اصبحت احدى العلامات المميزة للمدينة وكذا تجنب الاعتماد على التمسك بالحلول الأمنية فقط في ظل عدم البحث عن وجود بدائل وخيارات اخرى ترتقي بحياة الناس توازي وتتواكب مع هذه الحلول .

 

       كان الجميع ينتظر هذه العودة بفارغ الصبر بل ويعلق عليها امال كبيرة وسقف مرتفع جداً من الطموحات وبالتالي فان لم يتواكب مع هذه العودة عمل حقيقي وصادق من قبل الأجهزة الحكومية والسلطات المحلية والأمنية والعسكرية المختلفة يلمس فيها المواطن التغيير المطلوب الذي ينشده ولو بحده الأدنى فان النتائج ستكون كارثيه علينا وسيصاب الناس بصدمه وخيبة امل لن يعوضها شي وسيكون لها ما بعدها فما تبقى لنا اليوم سوئ سمعة ومكانة الأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي وعلينا جميعاً ممن يشغلون مراكز قيادية سوى حكومية أو تنظيمية أو اجتماعية او حتى شرفيه مهما كانت صغيرة أم كبيرة ان يحافظوا على مكانة الأخ الرئيس بتفانيهم في أعمالهم وعدم تحميل الناس مالا يطيقونه كما ان على المحسوبين ايضاً على الأخ الرئيس ومن دائرته الخاصة مسؤوليه اكبر بتجنب إعطاء الرسائل الخاطئة والسلبية عن الاخ الرئيس وكم نتمنى ان يدرك الجميع من مسؤولين ومن دائرة خاصة ان مسألة الحفاظ على سمعة ومكانة هذا القائد والرمز لشعبنا الجنوبي تتوقف على ما يقدمونه للناس من خدمات وما يتمتعون به من حضور بين اوساطهم فأخطائهم لا تعود عليهم لوحدهم فقط وانما تأثيرها يصل إليه وشئنا أم ابينا فأخطاء معظم الوزراء الجنوبيين المحسوبين علينا في وزارتهم وأخطاء قيادات السلطات المحلية في مديرياتهم والمحافظين في محافظاتهم وقادة ومدراء الالوية والوحدات الأمنية والعسكرية في مواقع عملهم واخطاء المحسوبين اسرياً عليه مع الآخرين كل ذلك يعود عليه فان احسنوا عززوا من مكانته بين اوساط شعبه وان اساؤوا فانهم يسيئون إليه والى هذه المكانة وينتقصون منها وبالتالي نتمنى من هولا جميعاً ان يتوقفوا عن اخطائهم ويكونون ابتداءً من هذه المرة في مستوى ثقة الأخ الرئيس وان يضعوها نصب اعينهم حتى لا ننتكس ونفقد مكانتنا ونخسر كل تضحياتنا ولتكن عودته هذه المرة بالفعل ليست كسابقاتها.