آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:03م

بطون جائعة.. وأحلام ضائعة

الجمعة - 03 نوفمبر 2023 - الساعة 12:36 م

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


ألم ووجع وغصة وحسرة.. ربما لاتفي بالغرض كل المفردات اللغوية إذا ماتحدثنا عن توصيف حقيقي لحالة الناس وعن تشخيصًا دقيقًا لوضعهم الاقتصادي والمعيشي المزري، أن الجوع والبؤس والشقاء والفقر المدقع باتت سمة مميزة للواقع المرير، ولغة تختلف عن كل اللغات التي لا يفهمها المتخمون والمتدلية كروشهم وكأنها فصلت لغيرهم دون سواهم.
حروب ونزوح تماشى معها المواطن رغم مرارتها، قطع للرواتب وتأخرها هي الأخرى تأقلم معها وطبّع وكيّف حاله معها، غياب الأمن وانعدام الثقة أيضًا تحملها ومنّا النفس بقادم أجمل، ولكن أن يصل الحال ان يُحسد الفقير على لقمة عيشه المبللة والمغموصة بالماء والخل تارة وبالألم والحزن تارة أخرى فتلك والله قصة من أعظم قصص الألم المغطاة بالحسرة والانكسار على ماض فقدناه.

منظمتان أمميتان تقولان أن أكثر من 22 دولة حول العالم يعاني سكانها من انعدام غذائي وتؤكدان أن اليمن من إحدى تلك الدول، يأتي ذلك بوقت يهوي فيه الريال اليمني إلى أدنى مستوى له منذُ تشكيل مجلس القيادة من العام الماضي.
تجاوز صرف الريال للدولار إلى أكثر من 1514ريال ولايزال اسهال الهبود الحاد مستمر وآخذًا في الانهيار مع إطلاق كمية كبيرة من الملاومة والعتاب بين طرفي الصراع في الجنوب "الشرعية من طرف والمجلس الانتقالي من طرف آخر"، وآخر تلك الاتهامات ماذكرته هيئة رئاسة  المجلس الانتقالي ليلة أمس بأن رئيس الوزراء معين عبد الملك يدير البلد بالأزمات الاقتصادية!!، لترد الحكومة بأنها تفقد سنويا 5 مليار دولار في العام الواحد وأن هناك حالة من التضخم نتيجته الحرب الحاصلة منذ 2014 وما تأخير الرواتب إلا خير دليل.

أزمات سياسية ألقت بظلالها على الجانب الاقتصادي وعلى قوت الناس بشكل مباشر، فلو تم مثلًا إيقاف أو قطع الدعم للبعثات الدبلوماسية والحد من صرف النثريات للوزراء والوكلاء، أو بصحيح العبارة لو أن أعضاء المجلس الرئاسي والوزراء والسفراء أنفسهم امتنعوا عن استلام مرتباتهم لفصل واحد مساهمة وطنية منهم أقسم لكم أن الوضع الاقتصادي سيتحسن وسيحدث هناك فرق وسننتقل مما نحن نعاني منه، وسيخلدهم التاريخ في أنصع صفحاته ليبدوا حسن نواياهم تجاه شعبهم وأمتهم  ولكن لا أعلم ماذا يُدار ويراد لهذا الشعب المغلوب على أمره!!

ارفدت أو بالأصح أودعت السعودية في بداية العام الحالي مبلغ مليار ومائتي دولار للبنك اليمني ثم اتبعت ذلك بملياري دولا قبل شهرين تقريبًا ثم أعقب ذلك قيام البنك المركزي في عدن بإصلاحات المفروض أن الحال يتحسن ولكن كل ماذكر لم يغير من المعادلة شيء وبقي كل شيء على حاله وأسوء مما كان عليه، إذن أين يكمن الخلل؟! وأين يقع موقع الثغب الأسود الذي ابتلع كل هذه المليارات سنويًا وجعل من الفقراء والمساكين وابن السبيل يقتاتون من براميل القمامة دون تحرك حقيقي للحكومة بموجب القانون الدولي الإنساني المخول لها وبموجب الصلاحيات التي منحت لهم على تحمل المسؤولية تجاه شعبهم، لماذا كل هذا ؟!

المواطن اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب يعاني معاناة طويلة وعريضة وأنتم تعلمون بذلك ولا تحتاجون لمن يبلغكم عن وضعه الصعب إذن فلماذا تتمسكون بالكراسي طالما أنتم عاجزون عن وضع الحلول المناسبة لانتشال الوضع المعيشي المزري، اعملوا شيء لا تطلقوا صفات و" نعوت" اللوم فيما بينكم وكفى بل اعملوا على ماينفع الناس!
بدون قسم ولايمين أنه لمن دواعي الحزن والأسى والإحباط وخيبة الأمل خاصة ونحن في القرن الواحد والعشرين ولايزال المواطن اليمني يبحث ويقاتل ويستميت ويجاهد لتوفير لقمة عيش كريمة يسد بها رمقه ورمق أطفاله، ويكافح حتى لاياتي عليه يومًا ويمد يده لأهل الخير بوقت أصبح العالم جميعيًا يضع روئ ونظرات مستقبلية نحو الأفضل واعينهم نحو القادم التكنولوجي المشرق  ولايزال الشعب يبحث عن كسرة خبز بين براميل القمامات، هل من صحوة ضمير اخيرة لكل صاحب لُب وجوهر  لينقذ الشعب مما هو فيه، لاتنظروا للأمم المتحدة في أن تمد يد العون لكم ولا لبنك النقد الدولي ولا للمانحين فلن يصلح بلدنا إلا أبناءها وماغزة الا خير دليل وشاهد، أصلحوا أنفسكم ونواياكم أولًا فلقد تبددت الأحلام وتلاشت الرؤى والأحلام وضمحلت الأمنيات ولم يعد يشغل المرء إلا كيف يأكل اليوم وماذا يأكل غدًا فهل أنتم لهم سامعون!!