آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36م

وجع الإنسان الفلسطيني

الخميس - 26 أكتوبر 2023 - الساعة 09:48 ص

علوي الوازعي
بقلم: علوي الوازعي
- ارشيف الكاتب


يسارب الإنسان على الغاز  ،على الطعام ،على الماء، في ظل ظروف طارئة أمر معقول، لكن أن يسارب لأجل كفن لطفل له مات، فتلك والله غصة كل العالم المقهور التي ستقرفص في حلقك ، وجمرة كل الملدوغين بالأسى التي ستتكي في قلبك وتمد رجليها بين أضلاعك ،وتدخن مابقي من معنوياتك بكل أريحية.

لست أدري لماذا أنا أتعاطف وأحزن لأجل الذين بقوا على قيد الحياة أكثر من الذين رحلوا أو استشهدوا.. ربما لأن من مات انتهى ألمه، أما من بقي حياً فقد بدأت سيرته مع الألم ،ولن تنتهي إلا بأن يلقى نفس المصير، فالموت هو المخدر الوحيد لأوجاع بهذه الكثافة والحدة ،نعم بالموت أو بتحرير فلسطين من العدو الغاصب فقط سينجو الفلسطيني من عذاباته المترامية الأطراف؛ لذلك أدركت الآن والآن فقط ،كيف كثف محمود درويش جملته االشعرية المبنية على المفارقة تلك :
" جميع الذين ماتوا نجوا من الحياة بأعجوبة ".

ماكان لهذه المفارقة أن يتفرد بها غير فلسطيني جرب من الألم مافاض عن وعاء الواقع المعتاد ..ألم ليس له مثيل إلا في الواقع الفلسطيني المختلف، والمتفرد عن أوجاع العالم بأسرة .

✍🏼/علوي الوازعي