آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-12:38م

في موكب التشييع للشهيد البطل العميد محمد الصيني رسالة وفاء وعرفان للقادة الشجعان

الخميس - 26 أكتوبر 2023 - الساعة 02:24 ص

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


صدق الشاعر حين قال: سَأَحمِلُ روحي عَلى راحَتي
وَأَلقي بِها في مَهاوي الرَّدى
فَإِمّا حَياةٌ تَسُرُّ الصَديقَ
وَإِمّا مَماتٌ يَغيظُ العِدى
وَنَفسُ الشَريفِ لَها غايَتانِ
وُرودُ المَنايا وَنَيلُ المُنى
وَما العَيشُ لا عِشتَ إِن لَم أَكُن
فَخَوفَ الجِنابِ حَرامَ الحِمى... استقبلنا يوم امس الثلاثاءالموافق24اكتوبر2023م  موكب التشييع الجنائزي المهيب للشهيد البطل العميد محمد علي العلقمي  (الصيني) مدير عام المضاربة والعارة السابق مدير عام الموارد المالية بديوان المحافظة عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي استشهد فجر يوم الجمعة الموافق29 سبتمبر2023م اثناء عودته لمنزله بعد تعرضه لكمين مسلح غادر، الموكب الجنائزي المهيب المنطلق من مستشفى بن خلدون العام صوب مسقط راس الشهيد بقرية الشهداء المضاربة السفلى كان قد امتد من راس عمران  الى مسقط راس الشهيد في مشهد مؤلم تقشعر منه الابدان اشعرنا هول الصدمة التي حلت بالمديرية وعبر عن مستوى الخسارة الفادحة التي خسرها أبناء  مديرية المضاربة والعارة والصبيحة  ومحافظة لحج خاصة  والجنوب عامة لكون الشهيد  قيادي بارز  واحد كبار الهامات  الوطنية العظيمة التي كان لها ثقلها ومكانتها في الوطن"

هذا المشهد المهيب الذي لم تشهده المديرية من قبل يجسد روح الموقف الحزين ويعبر عن مستوى الالم الذي اصيب به الوطن اثر تلك الفاجعة وفي  نفس السياق يعزز لاسرة وقبيلة الشهيد من روح الثقة بنضال ابنها الاسطوري وتضحياته الجسام بان تلك التضحيات لم تذهب هدرا وان الجميع  قد اصيب بوجعها فحضر  ليشاطرها الحزن ويبادلها الوفاء بالوفاء"

ان هذا المشهد المؤثر الذي شهدته مديرية المضاربةوالعارةيوم امس الثلاثاء الموافق 24اكتوبر2023م الموكب الجنائزي المهيب الذي وصل لمقبرة الشهداء ودمعت له العيون ووجلت منه القلوب كان بمثابة التكريم للشهيد البطل العميد محمد علي الصيني الذي افنى حياته في خدمة المجتمع وقدم مالم يقدمه غيره من العطاء للمديرية والوطن عامة بعد ان عمل مديرا عاما لجانب عمله  السابق قائدا ثوريا وطنيا مخلصا متفانيا في خدمة ابناء الوطن عامة دون تمييز"

فلقد كان للشهيد البطل العميد محمد علي الصيني شرف الاستشهاد فجر الجمعة وهو آمن في سربه معافى في اهله شريف في قومه قوي في عظمه عادل في حكمه شجاع في حلمه، ومع انه كان ذو منصب رفيع وعلى تجييش قبيلته يستطيع الا انه اعتصم بالله السميع واستودع نفسه لمن ودائعه لاتضيع فالى الفردوس الاعلى بإذن الله وهنيا له  الشان الرفيع"

فكم كان  الحزن يسيطر على قلبي وكم كان الدمع يفيض من عيناي الا انني كنت قويا متماسكا وامضي بنشاط وهمة عالية متحفظا على كل ذلك الالم حتى لا اصيب اخواني ابناء الشهيد بحزن لجانب حزنهم، فمضيت  ابحث بكل جهد للكشف عن معادن الرجال المشاركين في هذا التشييع الجنائزي المهيب فكانوا نعم الاوفياء ولقد اسعدني جدا هذا الموقف الاخوي وجعلني استشعر عظمة التضحية من اجل هذا الشعب الكريم"

فقد كنت اتفحص بمهارة عن حديث الناس رغم  غزارة تدفق تلك السيول البشرية  الا انني اصغي جيدا لاسمع بعض الهمس لكي اعرف حقيقة تقييم تلك الوفود المشاركة لدور الشهيد  فكان نعم الثناء  والوفاء ولاجلال والتقدير ونال من الالقاب مايستحقه"

اما عن حالة الصمت التي سادت المكان رغم هول الحضور خصوصا عقب نزول جثة الشهيد للصلاة عليه عبرت عن حالة من الحزن العميق واظهرت ملامح الشعور بالقهر والألم وجميع الئك القادة يصبون النظرات الاخيرة على جثة الشهيد وهي تساق للقبر"

نعم كان شعور الألم وهم يحملون الجثة على الاكتاف بعد ان نكسوا  رؤسهم الشامخة وذلك حزنا وألم وحسرة  على اثر هذا الرحيل المفجع"


ولقد مضوا المسافات الطويلة  على الاقدام وسط تزاحم  كبير على حمل الجثة بعد ان رفعوها عاليا تعبيرا عن حجم التقديروالاجلال لروح الشهيد"

عقب الانتهاء من الدفن تدفقت الحشود  كالسيوول وسط شعاب وهضاب وسهول ووديان  مسقط راس الشهيد ولسان حالهم يقول آن لنا ان نعناق هذه التربة  الطاهرة اجلالا وتقديرا  لمن أنجبتهم بحجم هولاء الرجال امثال الشهيد البطل العميد محمد علي عبدالله راجح العلقمي (الصيني) ابو( ينوف) رجل النزاهة والحنكة والشجاعة والوفاء رجل المبادي والقيم النبيلة والروح الوطنية العالية ذلك القائد الشامخ الذي وقف في وجه الشدائد كالطود العظيم  ولم يهتز للعواصف"

تقاطرت الحشود لمعانقة اسرة الشهيد والتعبير عن مشاطرتها للحزن والألم  وسط خجل كبير من حالها المنهار نفسيا والذي لم تستطع اخفاءه عن الاسرة انما كان لاسرة الشهيد  موقفها الشجاع وصمودها الاسطوري واظهار قوتها امام تلك الفاجعة،  وهنا ايقنت الحشود المتدفقةكالسيوول بان هناك رجال مقبلة من تلك البلدة الطيبة لمواصلة الدرب النضالي ستكون بحجم الشهيد بفضل الله ثم بصمود اولئك الافذاذ من ابنائه الاوفياء واخوانه وابناء عمومته حتما سيعود النور من جديد رغم انف كل حاقد"

وحينها عادت الحشود مسرورة بدور تلك الاسرة المشكورة وهي ايضا نفسها ممتنة للحضور الكبير والمشاركة الفاعلة مقدمة شكرها وتقديرها لكل من شاركها احزانها ومعاهدة الشهيد بالمضي على الدرب حتى الانتصار.

~كتب ابراهيم العطري25اكتوبر2023م~