آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-08:42م

الإعصار "تيج".. والرفع من حالة الطوارئ

الأحد - 22 أكتوبر 2023 - الساعة 12:31 م

خالد شرفان
بقلم: خالد شرفان
- ارشيف الكاتب


تتعرض بلادنا السعيدة إلى العديد من الرزايا الجمّة اقتصادية منها وسياسية ومالية أيضًا وكأن كل ذلك لم يكفيها وأرادت أن تضرب لها موعدًا آخر مع الظواهر الطبيعية والتغييرت المناخية والتي ما أن تنتهي حتى تعود مرة أخرى جملة واحدة، ولاتختلف تلك الرزايا من حيث حجم الكارثة عدا المسمى فقط.
فقد نبّه المركز الوطني للأرصاد بأن بلادنا اليمن على موعد مع الإعصار "تيج" والذي مع كل أسف سيضرب بعضًا من سواحل ومناطق المحافظات الشرقية وبكل هوادة، ونبّه المركز في نشراته وبإلحاح المواطنين من أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري السيول ومن بطون الأودية...ألخ، تجدر الإشارة بأن محافظتي المهرة وحضرموت هي من ستتضرر بالإضافة إلى جزيرة سقطرى و اللاتي ستكونان مباشرة في عين الإعصار "تيج" مع أجزاء أخرى لسلطنة عُمان.

من المعلوم أن كل دول العالم ما أن تعلم بقدوم تلك الظواهر الطبيعية حتى تجيّش جيوش طوارئ، وتستعد وتسخّر كافة الإمكانيات المتاحة لديها لمجابهة تلك الظواهر (أعاصير، زلازل، براكين، فيضانات...ألخ)وتكون هناك حالة استنفار قصوى في البلد تبلغ مداها والوصول الى درجات متقدمة للاستعداد التام في خدمة مواطنيها والذي نأمل أن يحدث ذلك في اليمن، ولكن المزعج في الأمر وفي إتصال هاتفي أجرته قناة اليمن الفضائية أمس مع وكيل محافظة سقطرى شرح في ثنايا حديثه عن العراقيل التي تقف أمام السلطة المحلية هناك في القيام بمهامها، وتحدث أنهم يفتقرون لأبسط الأشياء والمقومات، وقال: بأن هناك طرق اسفلتية لازالت مقطّعة إلى اليوم ولم يتم إعادتها للخدمة منذُ الإعصار السابق الذي ضرب الجزيرة قبل سنوات، وشكى بأن الجزيرة منسية تمامًا من قبل الدولة، وافتقارها للخدمات وللبنى التحتية وغياب شبه تام لها، لولا المساعدات التي يحصلون عليها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تقوم على سد الغياب والنقص الحكومي.

كانت عاصفة مدارية حتى تحولت ليلة أمس السبت إلى إعصار من الدرجة الأولى، ومن المؤكد بعد 48 بأن يصبح إعصار من الدرجة الثانية حسب ماذكره المرصد، يحدث ذلك في وقت يمر فيه المواطن اليمني أصعب حالاته الاقتصادية والمعيشة التي بالكاد يستطيع توفير لقمة عيش كريمة لأفراد عائلته، لذلك ومن خلال المعطيات لا أظن بعضم قادر ويقوى على تحمّل ذلك في  حماية منازلهم المتآكلة القديم والتي أغلبها من الطين واللِبن والغش، وبعض تلك المنازل اسقفها من ( الصفائح الحديدية "الزّنج"، ومن الكراتين والخشب).
قد يستجيب المواطن لنداءات الأرصاد التحذيرية وسيتوخّى أقصى وأعلى درجات الحيطة والحذر ولن يغامر ولن يخرج ولن يرتاد البحر ولن ولن ولن.. ولكن من يضمن له تأمين مصروف أسرته اليومي! وحاليًا (غذاء وتدفئة ولوازم مجابهة الأمطار وملابس وأغطية شتوية تقي من البرد وغيرها)!!

حقيقة الأمر صعب ومحزن للغاية لأكثر غالبية الشعب وتحديدًا أصحاب الأجر اليومي الذين لايزالون وهم في أحسن ضروفهم يبتاعون "يشترون" دقيق الطحين والسكر بالكيلو والزيت بالملّي جرام " فكيف الآن يستطيعون شراء ذلك إذا كانت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة تحيط بهم من كل جانب!، ومتنبئون الطقس يذكرون بنشراتهم أن كمية وغزارة أمطار الإعصار "تيج" غزيرة جدًا ويختلف عن سابقيه، فكيف يستطيع توفير ذلك ولديه منزل شبه منزل وآخرون لديهم خيمة مهترئة تأويه!!.

أخيرًا وفي خضم ومجمل الكلام الوضع صعب وعلى الحكومة أن لاتكتفي بإطلاق التحذيرات وكفى، بل عليها أن تتحمل المسؤولية المُطلقة تجاه مواطنيها بمد يد العون لهم وتقديم المساعدات اللامتناهية وتحديدًا المحافظات التي يضربها هذا الإعصار "تيج" وتقديم الدعم النفسي والمالي والأمن الغذائي قبل وخلال أيام الإعصار "تيج" والرفع من حالة ومستوى اليقظة التامة، ورفع حالة الطوارئ بالمشافي والمرافق الخدمية الأخرى وفتح المدارس والمباني الحكومية للمنكوبين (لاسمح الله) والتنبؤ لكل طارئ، ولكل ماقد يرونه مناسبًا للمواطن هناك.