آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-06:13م

باسم يوسف....قصف من طراز جديد!

السبت - 21 أكتوبر 2023 - الساعة 12:00 ص

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


باسم يوسف....قصف من طراز جديد!
لقد عشت كثيراً في أوربا و لي خبرة لا باس بها بالطبيعة البشرية الأوربية فأول مايجذب أنتباه شعوب الغرب هو الشكل الخارجي ثم لباقة المتحدث ثم تفاصيل أخرى..
وكيف سيكون الحال حينما تتوفر كل تلك الجاذبات في شخص واحد اسمه باسم يوسف؟!
شبهه الكبير للمثل الإيطالي صاحب الفلم الأكثر شهرة بصل و مسدس فرانكو نيرو أجزم بأنه كان سبب في أن لا يقل عن نصف المتابعين تسمروا في مقاعدهم مع كيس الفشار أمام شاشات التلفزيون..
ثم المقدمة الموفقة جداً عززت ذلك الشغف و تغلبت على العادة البشرية في اللعب بالريموت كونترول والتنقل بين القنوات،
فمن يضغط على تلك القناة التي أذاعت المقابلة بالصدفة يجد أمامه فرانكو نيرو بوسامته و عيناه الزرقاويين حيا بهيئة عربية،
 ثم يستمع لتلك اللغة الانجليزية الجميلة في مقدمة برائي هي الأجمل من كل المقابلات التلفزيونية التي سمعتها..
ذكاء باسم يوسف في الرد المعاكس لسؤال الإعلامي التلفزيوني المخضرم بيريس مورغان كان المغناطيس القوي الذي سلب العقول قبل العيون و أعتقد أن الجميع رمى بالريموت كونترول مع تلك المقدمة الشهية ليستمر حتى النهاية في متابعة حوار خالي من الملل ومن أرقى الحوارات 
حوار خرج عن الحوار التقليدي الممل و اصبح مثل فيلم إجتمع فيه الإثارة و الكوميديا و التراجيديا و البوليسية..
في سؤال المقدمة قدم بيريس سؤال إيحائي لجواب متوقع بالمساوأة بين الجلاد و الضحية و إدانة الجميع: 
ما رأيك بما حدث بيوم سبعة أكتوبر؟
الخبيث الجميل باسم لم يهاجم لم يدين لم يغضب لم ينحاز مباشرة بل مثل صياد ماهر وضع الطعم في سنارته و رماها في محيط مورغان.. 
عرض الواقع أمام ذهول بيريس الذي تفاجأ وتلعثمت لسأنه و أجزم بأنه في تلك اللحظة تمنى لو أن الأرض أنشقت وبلعته..
وتمنى أن لم يكن هناك باسم يوسف في المقابلة في تلك اللحظة..
قال باسم بوجه ضاحك و ساخر كما تعلم انا تصلني الأخبار بل أن هنالك أخبار تصلني مباشرة من أهل زوجتي الفلسطينية (ذكاء في التعريف بانحيازه لفلسطين) 
و أنت تعلم أن الفلسطينين يحبون عمل التراجيديا و تضخيم الامور البسيطة..
ماذا يعني لو قصفوا و قتل عدد منهم ؟!! 
هم لايموتون!
انا شخصياً حاولت أن أقتل زوجتي عدة مرات فلم تمت... 
هههههههه كان هذا أظرف الردود التى قابل بها خصمه و خطف بها الدم من عروق وجه مورغان الذي تلعثم و نطق بجمل مبعثرة غير متراصة كدت لا أعرف من هو المواطن الذي لغته الإنكليزية أهو باسم ام مورغان!!!
و كانت هذه المقدمة بمثابة اللكمة الخاطفة في الثواني الأولى من الجولة الأولى التي زرع فيها باسم الخوف و عدم الثقة و بث الرعب في صدر  مورغان الذي حاول عبثا لعب دور الصديق بعد أن ظهر في مقدمة الإستضافة  مدافعاً عن وجهة نظر المعتدي..
بعدها تسييد باسم الجولات كلها و أنهال ضرباً ليس على محدثه فقط بل على كل متصهين و متخاذل و متعاطف ومبرر مع العدو الصهيوني..
أنت حر أن تختلف أو تتفق مع باسم مثل ما أنا كنت مختلفاً مع أشياء كثيرة قدمها ماضيا، ولكني اليوم لا أخفي إعجابي الشديد لما قدمه من فاصل مهاري راقي في تلك المقابلة التي راج و تردد صدأها حتى أصبح إسم باسم يتردد في كل مكان و زمان..
فلينصر الله الحق بكل من صدق في حبه لفلسطين...

نبيل محمد العمودي.