آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-03:40ص

حكاية التربية والتعليم بمديرية الوضيع !!

الأربعاء - 11 أكتوبر 2023 - الساعة 11:56 ص

محمد المارمي
بقلم: محمد المارمي
- ارشيف الكاتب


يعد الوضع التربوي بمديرية الوضيع كغيره في مديريات محافظة أبين والجنوب بشكل عام من تهميش متعمد وتعطيل مقصود وإن جاز التعبير من مؤامرة يتعرض لها هذا القطاع الهام الذي يعول عليه كثيراً في رفع كفاءة المجتمع تعليميا بما من شأنه أن يسهم في اخراج جيل متعلم وواعي ومتسلح بالعلم والمعرفة ينفع به الله البلاد والعباد.


ولهذا القطاع تولي السلطة المحلية بالمديرية اهتمام كبير فقد صرح المدير العام الشيخ ناصر أحمد سُمّن وتحديدا قبل انطلاق العام الدراسي الجديد 2023/2024 بأن هذا العام سيكون عام التعليم بامتياز رغم تحذيري له بأنه سيصطدم  بجدار سميك من الفساد في أروقة مكتب التربية والتعليم تم بنائه على مراحل متعددة من الإدارات السابقة لهذا القطاع في المحافظة وفي المديرية بشكل خاص.


قبل المدير العام هذا التحدي خصوصاً بعد أن قدمت إدارة التربية والتعليم السابقة بالمديرية "استقالتها" قبل حوالي شهرين من الآن تحديدا حينها كان المدير العام في مهمة عمل في العاصمة عدن وكنت أنا ذلك الوقت متواجد معه مع بعض الإخوة في أحد الفنادق يدور بيننا النقاش من سيتولى زمام أمور التربية بالمديرية ووقعت الانظار حول شخص الأستاذ "سالم العواص" والذي كان هو بدوره متواجد في عدن لأمور خاصة به، تم استدعاءه للفندق الذي كنا متواجدين فيه وطرح عليه فكرة تعيينه كمدير لمكتب التربية ،لكنه رفض الفكرة معللاً ذلك بأنها مسؤولة كبيرة سيحاسب عليها أمام الله لكن بعد إلحاح الجميع وتأكيد المدير العام بأنه سيقف إلى جانبه بكل قوة حتى يعيد الاتزان وتصحيح مسار التربية والتعليم في المديرية بعد أن مال وانحرف عن مساره وأصبح كفريسة تنهشها أنياب الفساد ومعاول المفسدين.


قبل العواص التحدي هو الآخر وقبل الاصطدام بذلك الجدار  وبدأ مشواره بإجتماع موسع لمدراء المدارس الأساسية والثانوية بالمديرية كنقطة يبدأ منها الفساد باستثناء عدد قليل بعد الاصابع من المدراء المحترمون وذلك بحضور المدير العام الذي تحدث هو الآخر وأكد أن لا مجال لتسيب المعلمين وتسربهم عن العمل بعد الآن وأنه على الجميع الالتزام بالدوام ومن يخالف سيواجه بالعقوبة حتى يصل الأمر إلى تصفير راتبه كلياً انتهى الاجتماع وانصرف الجميع إلى رؤوس أعمالهم.

 

الأحد الماضي كنت متواجد في مكتب المدير العام وبحضور مدير مكتب التربية الأستاذ سالم العواص للاستماع إلى شكاوي المعلمين الذين طالتهم العقوبة التي أشرنا إليها سابقاً نتيجة تغيبهم عن عملهم وتعهدهم بعدم التكرار ،حتى بعض مدراء الاقسام في المكتب الذين طال رغودهم طالتهم قسوة العواص الذي وجههم بتفعيل اقسامهم وأن لا أحد فوق القانون وأن العقوبة ستطال الجميع بدون استثناء.


إلى الآن والاستاذ سالم العواص في مواجهة مباشرة مع هذا الجدار وفي مواجهة خاصة مع كرة متدحرجة من الفساد والمتمثل في "وظائف اليونيسيف" والذي وعد بتفكيكها واعادة تركيبها حسب الأولية وحسب الكفائة هذا الفساد الذي كان صنيعة مدراء بعض المدارس بدرجة أساسية مورس بعيدا عن أعين ورقابة الإدارة السابقة للمكتب أو كما يقول الكثير "بموافقتها" ورضاها، أصبح اليوم عائق كبير امام أصلاح الوضع التربوي بالمديرية وأصبحت اليوم عدد من المدارس مغلقة بسبب هذا الملف الذي يوليه المدير العام ومدير التربية جل اهتمامهما لإعادة تصحيحه وضبطه من جديد ،نتمنى التوفيق لهما والإسراع بذلك فابنائهم الطلاب أمانة في اعناقهم وهم محاسبون عن كل ثانية يقضيها الطلاب خارج فصولهم الدراسة بسبب فساد لا ناقة لهم فيه ولا جمل.


وأمام الاستاذ العواص خيارين لا ثالث لهما لحل هذه الكرة التي تكبر يوم بعد يوم الأول هو الغاء التعاقد بشكل كامل مع منظمة اليونيسيف والاستمرار مع المتعاقدين السابقين براتبهم الرمزي (20 )الف ريال والخيار الثاني هو  اعتماد المتعاقدين السالف ذكرهم  لدى المكتب فقط دون غيرهم في كشوفات المنحة وعددهم محدود لا يتجاوزون المائة متعاقد وذلك لمواجهة صلف التزوير والاحتيال الذي قام به ضعاف الأنفس والذي بسببهم ستحرم شريحة كبيرة من المتعاقدين الذين كان لهم السبق في خدمة العلم لسنوات طويلة وبمردود مالي ضئيل لا يكاد يذكر،كانت هذه لمحة مقتضبة عن حكاية التربية والتعليم بمديرية الوضيع الآمال والتحديات والمشاكل والحلول ولحديثنا بقية.