آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-02:34ص


عندما يتكلم الصغار

الثلاثاء - 10 أكتوبر 2023 - الساعة 07:13 ص

عبدالقادر زين بن جرادي
بقلم: عبدالقادر زين بن جرادي
- ارشيف الكاتب


في زمن الرويبضة هناك من يحاول أن يضع لنفسه قدم بهذا العالم الساخر ويقفز من فوق الحبال لكي يتصعد درجات المجد بلا مفهومية ولا قاعدة صلبة يقف عليها فقط لأنه باع بعرانه ونعاجه ويحاول أن يمتطي صهوة فرس الزبير ويحمل سيف علي ويقلد صوت القعقاع ويبارز أسد عروة ويضع نفسه بمنزلة تبع ويطمع أن يبلغ مرتبة عمر بدراهم بعيره ونعاجه.

هذه أحلام الصغار عندما يعتلون المنصات والمناصب فيركبون الموجة من خلاف مستغلين غياب الكبار بل سلطوا بثمن الناقة والشاة ليكونوا ولاة أمر وخلفاء المماليك.

يسخطون أن تحدث عاقل لبيب ونصح الحكيم وتقدم الهمام الباسل القوم وارجف الساحات خالد ويشتطون غضبا أن أُذل بني النضير وخرج بنو قينقاع وضربت أعناق بني قريضة وذكر بالنفاق ابن سلول وقتل ابناء عفراء أبو جهل.

كيف كل ذلك يتم وهم في قبضتهم البلاد والعباد يمنون ضعفاء النفوس بأن يصبحوا ورثة قارون بالغانيات اللعوب وما لذ من طعام وشراب والأبراج والقصور والحلل السندسية وآنية من فضة ومقاعد تبرزهم من ذهب.

عارٌ أصابهم ان يقف كفل شجاع في وجه غازي ومحتل يلطمه بخفه الممزق عارٌ عليهم أن تصرخ أمرأة مسلمة وأسلاماه وامعتصماه عارٌ أن ينهض صلاح دين من قبره ويدخل الأقصى مستغفر والمسلمين يرددون الله اكبر.

كيف يفعل ذلك أبناء التبابعة وأحفاد الفاتحين بمن طبعوا معهم العلاقات واعطوهم الوعد والعهد بأن لا يخالفون لهم وأمر.

كيف يتم ذلك وقد قال الرويبضة ان هذه الأمة رعيته التي تطيعه ولا تعصي له أمر وظهر بمكانة سعد أبن معاذ في بني عبدالاشهل الذي أسلم قبل غروب الشمس فما تخلف عنه بيت من بيوت بني عبدالأشهل رجال ونساء صغار وكبار ألا وصلوا خلفه صلاة مغرب ذلك اليوم.

على ماذا تبكون وتتباكون على أن شاب فلسطيني قتل عشرة جنرالات وان طفل فلسطيني تبول فوق علم إسرائيل.

واعزة نفس ان يتبول طفل فلسطيني على علم إسرائيل وتتفاخرون بأن صهيونيا أغتصب طفلة فلسطينية ٱيما والله بذل تعيشون وستموتون أذلة أن سمعتم المكبر يكبر بنصر حققه تدفسون رؤوسكم بتراب النعامة.

اتحسبون لردة الفعل فلتكن ما تكون فإن ذات النطاقين رضي الله عنها قالت لابنها عبدالله رضي الله عنه تشجعه إن الشاة لا يهمها سلخها بعد موتها فأنما النصر من الضربة الأولى تربك العدو وها هو العدو يستصرخ العالم ويتسجدي من أن أطفال الأمس رضعوا من لبن لبوة فأضحوا اليوم ليوثا ضارية وستخر رؤوس الجبابرة لهم ساجدين.

فلا تحسبنا أنكم قد كبرتم وفرائصكم ترتعد ولتعلموا ان لا طاعة لكم عند من اغتصبت أرضه وسفك دمه واستحلت حرماته . ستظلون صغار مهما كبرتم وضعفاء مهما استقويتم وروابض مهما نطقتم .  وفي نظر من استذلكم ستظلون أذلال .

وما النصر الا من عند الله .