آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-01:11ص

منظمة حق للحقوق والحريات وقضايا مكافحة الإرهاب

الثلاثاء - 03 أكتوبر 2023 - الساعة 01:58 م

عارف الضرغام
بقلم: عارف الضرغام
- ارشيف الكاتب


عقدت منظمة حق للحقوق والحريات مؤخراً مؤتمرا صحفيا في عدن لإشهار تقريرها بعنوان : " الحصاد البشع للذئاب المنفلتة : إحصائيات الجرائم الإرهابية وضحاياها في عدن وأبين وشبوة خلال الأعوام ٢٠١٥ _ ٢٠٢٢ ) بحضور ومشاركة جمع من القيادات الجنوبية والصحفيين والإعلاميين  ومنظمات المجتمع المدني والباحثين والأكاديميين والنشطاء في مجال حقوق الإنسان والتواصل الاجتماعي وممثلين عن وسائل الإعلام وممثلات لرائدات مجتمعيات وجمع من القيادات والمهتمين بقضايا الشأن العام.

المؤتمر الصحفي الذي عقدته المنظمة وزعت فيه على الحاضرين نسخا من التقرير باللغتين العربية والإنجليزية ، وضمت نسخته العربية ٤٨ صفحة احتوت على خلفية وبيانات إحصائية حول جرائم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في محافظات عدن وأبين وشبوة وضحاياها خلال الأعوام ٢٠١٥ حتى ٢٠٢٢ ، كما اشتملت صفحات التقرير على بيانات وإفادات وشهادات أدلى بها ضحايا وأسر ضحايا هذه الجرائم لفريق النزول الميداني لمنظمة حق إلى محافظات ( عدن وأبين وشبوة ) مع الصور من واقع النزول الميداني لفريق المنظمة.

الأستاذ محمد ناصر العولقي قدم استعراضا عاما لمحتوى التقرير وأهميته وخطوات إعداده وعمليات جمع ورصد وتوثيق البيانات والمعلومات التي تضمنها، وأساليب إعداده المتنوعة التي توزعت بين العمل المكتبي والتحليل والجداول الإحصائية والنزول الميداني ومقابلة الضحايا وأسرهم والجهات ذات العلاقة وتوثيق الشواهد والأدلة، باعتباره استكمالا لاهتمام المنظمة بالوضع الحقوقي في البلاد من كافة جوانبه.

منظمة حق استعرضت الآثار السلبية للإرهاب على التنمية والمجتمع وحقوقه الأساسية والاجتماعية ( الاقتصاد والخدمات العامة بشكل عام )، ونشاط التنظيمات الإرهابية منذ تحرير عدن من المليشيا الحوثية في العام 2015م ، والتحول في مسار توجهات وأهداف التنظيمات الإرهابية والمليشيات الحوثية وما نتج عنها من تخادم وتوافق في المصالح أدت إلى توجيه وتوحيد جهود الطرفين لزعزعة امن واستقرار الجنوب واتخاذ الجنوب وطن بديل لتهديد أمن الملاحة والتجارة الدولية.

إن منظمة حق لخصت كل جهودها وبلورتها بتوصيات تترجم كل ما حمله تقريرها الأخير الخاص بالعمليات الإرهابية، وأدانت كافة الجرائم الإرهابية التي ارتكبت ضد المدنيين والكوادر والقيادات الجنوبية والعسكريين طوال الفترة الماضية، ودعت إلى عدم التهاون في مطاردة مرتكبيها ومحاسبتهم باعتبارها جرائم إرهابية وضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وطالبت الحكومة اليمنية بمعالجة الضحايا الجرحى واتخاذ إجراءات لجبر ضرر الضحايا وأسر الضحايا القتلى وتعويضهم التعويض العادل، وثمنت الدور الكبير للقوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب ، والدور المميز لدولة الإمارات العربية المتحدة في تشكيل وتدريب ودعم القوات الجنوبية ومساندتها في مكافحة الإرهاب، والتأكيد على ضرورة تطهير القوات العسكرية والأمنية التابعة للحكومة من القيادات العسكرية والأمنية غير المؤهلة والدخيلة على العمل العسكري وعناصر المليشيات ذات الولاءات الحزبية المتحالفة والمتواطئة مع الإرهاب وبناء جيش وقوات أمنية مهنية واحترافية وإشراكها في مهمة مكافحة الإرهاب، وأشادت بالنجاحات الكبيرة التي حققتها القوات الجنوبية بدعم من التحالف العربي وعلى الأخص دولة الإمارات في عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب وسهام حوس لمكافحة الإرهاب في كل من محافظة أبين ومحافظة شبوة، ودعت المجلس الرئاسي والحكومة الشرعية والمجتمع الإقليمي والدولي الى تقديم الدعم والعون للقوات الجنوبية ومساندتها للتخلص من آفة الإرهاب وإشاعة السلام والأمن والاستقرار في الجنوب واليمن والمنطقة عموم، واستنكرت الدور السلبي للإعلام الرسمي التابع للحكومة الشرعية تجاه حملات مكافحة الإرهاب التي تخوضها القوات الجنوبية،

ودعت الحكومة الى توجيه المسؤولين في وزارة الإعلام للقيام بواجبهم في التغطية الإعلامية وتوعية المجتمع لدعم عمليات مكافحة الإرهاب والتنبيه إلى أخطار الإرهاب والتطرف، وأدانت كافة عمليات التحريض والتشويه والحملات الإعلامية الهجومية التي تشنها عناصر حزبية وغير حزبية يمنية في الداخل والخارج ضد عمليات مكافحة الإرهاب التي تقوم بها القوات الجنوبية المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، واعتبار من يقوم بهذا التحريض والتشويه والهجوم الإعلامي شريكا في الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها العناصر الإرهابية.

ولعل من المهم هنا أن نطالب جميع المؤسسات الحكومية والمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية التعاطي بجدية مع منظمة حق للحقوق والحريات في قضايا الإرهاب ودعمها الدعم اللازم لكشف كل ما يحاك على المحافظات الجنوبية من حصار وتجويع وإرهاب يشمل كل مناحي الحياة، وجهودها في هذا الجانب تستحق الإشادة والثناء، لأنها جهود استثنائية جاءت في مرحلة حرجة للغاية سلطت الضوء على أهم مرحلة من مراحل الصراع بين الحق والباطل وبين مشاريع السلام ومشاريع التخريب المتعمد التي تريد الانقضاض على كل الإنجازات التي حققها شعب الجنوب على كل المستويات.