آخر تحديث :الأحد-01 سبتمبر 2024-07:23ص


جعلهُ خيرًا لنا

الإثنين - 02 أكتوبر 2023 - الساعة 08:29 ص

أثمار المحروقي
بقلم: أثمار المحروقي
- ارشيف الكاتب


في العديد من المواقف، وعندما نواجه بعض الأزمات في حياتنا أو نكبات مفاجئة، قد نشعر بالحزن واليأس. قد نتساءل لماذا يحدث هذا لنا؟ ولكن في الواقع، هذه الأزمات والنكبات ليست شراً بالنسبة لنا، بل هي خيرٌ يراد لنا.

فهم أن الأزمات والنكبات التي نواجهها هي خيرٌ يأتي من إرادة الله سبحان وتعالى، يمنحنا قوة وتصميمًا للتعامل معها بطريقة أفضل. فالله العزيز والحكيم، يعلم بأن الصعاب والتحديات قد تكون ضرورية لنمونا وتطورنا كأفراد.

عندما نواجه أزمة، نجد أنفسنا غالبًا في مواقف صعبة ومحطمة. ولكن هذه الأوقات الصعبة هي التي تعلمنا قوة الصبر والاحتمال والتكيف تجعلنا هذه الأزمات أقوى وأكثر قدرة على التحمل والتغلب على المشاكل الصعبة في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، قد تكون الأزمات فرصًا لنا لتطوير مهاراتنا وقدراتنا. عندما نواجه تحديات كبيرة ونواجهها بنجاح، نتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة واكتساب الخبرة والكفاءة. فالتغلب على الصعاب يعزز ثقتنا بأنفسنا أولاً ويمنحنا القدرة على مواجهة التحديات في المستقبل.

قد يكون الخير في بعض الأحيان يأتي من خلال تغيير الاتجاه الذي كنا فيه. قد يكون هذا التغيير الذي يبدو مؤلمًا في البداية هو الذي يقودنا إلى طريق أفضل وأكثر نجاحًا. فقد يوجد خطة أفضل لنا في المستقبل، والأزمات والنكبات هي الوسيلة التي يتم بها توجيهنا نحو هذا الطريق الأفضل.

علاوة على ذلك، فإن مشاعر الحزن واليأس التي نشعر بها في أوقات الأزمات، تعزز قدرتنا على التعاطف وفهم معاناة الآخرين. عندما نمر بتجارب صعبة بأنفسنا، نصبح أكثر قدرة على تقدير الصعوبات التي يواجهها الآخرون وتقديم الدعم والمساعدة لهم. إذاً، يمكن أن يكون خيرًا أن نمر بالأزمات لأنها تعزز تلاحم المجتمع وروح التعاون بين الناس.

لذا، عندما نواجه الأزمات والنكبات في حياتنا، دعونا لا ننظر إلى جانب الألم والصعوبات فحسب، بل دعونا ننظر أيضًا إلى الخير الذي يمكن أن يخرج منها. فهذه التجارب الصعبة تشكل جزءًا من رحلتنا في الحياة وتساعدنا على أن نكون أفضل نسخة من أنفسنا. الله يريد لنا الخير، وقد يجعل الأزمات والنكبات مفتاحًا لتحقيق ذلك.