في واقعنا أصبح تأثير برامج التواصل الاجتماعي في الرأي العام، أوسع بكثير من وسائل الإعلام، على الرغم من أن جميع وسائل الإعلام معروفة وواقعية ومرخصة من جهات رسمية، فيما كثير من الحسابات على برامج التواصل الاجتماعي مجهولة، وقبل ذلك يطلق عليها مصطلح الفضاء الافتراضي، حيث لا يمكن ضبط هذا الفضاء بمقدار ضبط محتوى وسائل الإعلام المختلفة.
مع الأسف فإن محتوى برامج التواصل الاجتماعي في معظمه سلبي، وقد يكون موجه بقصد أو عشوائي، وكذا الانجذاب الغير واعي الذي يرجح كفة المحتوى السلبي، وفي المجمل فإن هذا الواقع يندرج ضمن ما سبق وانتهجته ما تسمى بالعولمة والتي انطلقت من قاعدة أن المحتوى الهابط سوقيا هو الأكثر انتشاراً من المحتوى القيم والمفيد، ولهذا روجت ودعمت نشر هذا المحتوي في سبيل تحقيق هدفها.
في المقابل يوجد محتوى قيم ومفيد على برامج التواصل الاجتماعي ولكنه لا يلقى رواجاً، وهذا يتطلب دعم هذا التوجه في مجتمعنا واعطاء الإهتمام له على حساب المحتوى الهابط، وذلك من خلال رفع الوعي المجتمعي، لكون الوعي هو المتحكم بانجذاب المتابع نحو المحتوى.
وقبل ذلك هناك إجراءات حكومية من شأنها مجاراة سباق برامج التواصل الاجتماعي وضبط المحتوى فيه عبر إضافات إلى قانون الصحافة والمطبوعات، وتكون هي الضابط للحد من السباق وسلبياته، وهناك الكثير من الدول التي عملت على ذلك، كما قامت بتخصيص وحدات أمن إلكترونية لمكافحة السلوكيات والظواهر السلبية.