ليس أمام سفينة الجنوب المباركة التي أبحرت بحمولتها الثقيلة في بحر الظلمات منذ عام ٩٤م إلا الإيمان بالله والصمود ومواصلة السير إلى الأمام مهما عاكستها الرياح وعرقلتها العواصف والأعاصير وقصفت فوقها الصواعق والرعود وقست عليها الظروف واحاطة بها الأهوال ودفعتها الاقدار باتجاه خلجان وممرات صخرية ضيقة ومتعرجة أحدثت على بدنها الضربات والشروخ بقصد اغراقها أو ترويع ركابها حتى يسكنهم الخوف ويصيبهم اليأس ويقبلون بالعودة إلى نقطة الصفر ثم إعلان فشل الرحلة.
لذلك يجب الصمود والصبر وتشابك الأيدي حتى لا يجد الخوف واليأس إلى القلوب سبيلا بعد أن قطعت السفينة مسافات طويلة وقدمت خلالها اثمان باهضة من خيرت ملاحيها وتضحيات رجالها ومعاناة اتباعها الداعمين مسيرتها لان العودة إلى نقطة الصفر يعني الغرق والموت وحتى من يحسب انه سينجو او ذاك الذي يعتبر نفسه خارج السفينة أو ذلك الذي كان يرفض أبحارها أصلا فهم سيفضلون الموت خاصة لمن سبق وعاش حياة ما بعد هزيمة ٩٤م المريرة .. مع ان حياة ما بعد أي نكسة جديدة ستكون اسوء وأمر واتعس لان غرور ونشوة وحقد وصلف وعنصرية وثقافة منتصر اليوم ستكون بطعم ولون ورائحة تفوق في سمومها عما تم قبله بكثير ..
نعم قد تتأخر السفينة في الوصول وتستمر المعاناة ولكن بعون الله ستبلغ هدفها وتصل إلى بر الأمان ولو بعد حين.
نسأل الله أن يعيننا ويلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا وان يكف بأس الأعداء عنا والا يجعل بأسنا بيننا... اللهم آمين.
والله من وراء القصد.