وَالقلمُ يا "فتحي بن لزرق" أبى أنْ يُطاوِعهم، أمْسى مُرْتبكًا خَجِلا؛ لم يطعْ سيدَه وهو يدمعُ كُرها على ورقةٍ أُعدّت أصلا لرفعِ المظالمِ عنِ الناسِ فصارت لِظلمِهمُ.
اضطربتِ الورقةُ رفضًا واستنكارًا؛ واهتزتْ يا" ضميرَ الناسِ" في بلادي؛ من دعوى ظاهرُها حقٌ ومضمونُها باطلٌ، غامضةٌ فلا نعرفُ مَنِ المُدّعي جهةً، ولا مضمونَ الدعوى تحديدا سوى: " أخبارٌ مغلوطةٌ"!.
أخبارٌ مغلوطةٌ أوجاعٌ الناسِ وعذباتِهم.
اخبارٌ مغلوطةٌ السطو على المنازلِ وترهيبِ الآمنين.
أخبارٌ مغلوطةٌ جوعُ الناسِ وتهافتهم على بقايا الطعام في أكياس القمامةِ وعند أبوابِ المطاعم.
أخبارٌ مغلوطةٌ فسادُ المسئولينَ؛ وعبثُهم بالمالِ العام، ونهبُ الأراضي.
أخبارٌ مَغلوطةٌ عبثُ الساسةِ وقهرُ الرجالِ.
كَمْ مِن ورقةِ اُتلِفت؟ لِتمردِها .. لا أدري، إلى أنْ استقرت على هذه الهيئة... التي فطنوا أنّها ستكونُ وثيقةَ شرفِ وعلوّ و فضيلة .. شهادةٌ للتاريخِ عِندَ الله وعندَ الناس؛ فَكُتبت بعنايةٍ ورسمٍ حاول الكاتب التأنق والتفنن ولحظة بهجة قاتٍ، وفتحي لا يحبُّ مجالسَ القاتِ؛ ولا يَتعاطاهُ.
كَمْ أرثى لحالِ مندوبِ نيابةِ الصحافةِ والمطبوعات وهو يسلم " قلمَ الشعبِ" أمرَ الاستدعاءِ للتحقيق معه حول تهمة عنوانها " أخبار مغلوطة"؛ من المؤكّد أنّه كان يتصببُ خجلا ويقدّم رجلا ويؤخر أخرى ... ويشاهدُ عيانا "فتحي بن لزرق" ومكتبه مفتوحا للناس (كلّ الناس) يعرضون مظالِمهم، أخت ثكلى ...نساءٌ مقهورات ورجال بلا ظهور، آلام .. جراح وعذابات ...نواحات متجسدة بشرا.
هلْ أسمعكم " بن لزرق" أصواتا لا تستمرئونها، فتحاولون جاهدين (تصميتها) بهذه المغامرة والاستدعاء الغامض. ويقول فتحي:" لن يزيدونا إلا ثباتا".
قدْ محضتُكَ نُصحي يا "فتحي يا صوتَ المقهورين (اطلع من البلاد) ولم تسمع نصحي وما أراك إلا مفتونا حتى الجنون بهذا الوطن وأنت هالك فيه؛ لأنّك لا تصمت وعذابات الناس وآلامهم.
أُحذرُ كلَّ من تسوّلُ له نفسُه المساسَ بــ(قلم الناس؛ ضميرَهم؛ صوتهم، نبضهم "فتحي بن لزرق) وأذيته جسدا أو لفظا أو تشويها وتدليسا، استحوا فقد استحتِ الورقةُ والقلمُ منه... أفلا تستحون.
وأحمّلُ المسئوليّة الكاملة كلّ المسئولين في البلاد: رئاسة المجلس الرئاسي والوزراء والانتقاليّ وكلّ من يصمت عن هذه المهزلة المستفزة وتبعاتِها.
#فتحي_لزرق_خط_أحمر