يمر زمان وياتي زمان وتظل العجلة تدور تطوي زمان الشقاء والكدر ، وتمد زمان النعم ، يتيح الله الفرصة تلو الفرصة لاهله شعوباً ورواداً ، فان عرفوا المعنى الحقيقي لوجودهم وعمروا الارض واحسنوا المعاملة فيما بينهم وهم ينشدون الحرص على اظهار الحقوق ورد المظالم ، واحترام من يحاددهم بالبذل وكرم العطاء بالعون والذي بدوره يزرع بذور الثقة المتبادلة بين الشعوب ادراكاً لمعنى التعايش السلمي وعدم التدخل في شؤون البلد الجار لاغراض الطمع والاستحواذ على مقدراته بدون وجه حق ، وفي حال تم العكس من ذلك ولا وجود لمن يعارض همجية المعتدي لا من الهرم القيادي ولا من اوساط المجتمع المنتمين للدولة المعتدية . فمن هنا يبدء الانهيار بسبب التشريع للاعتداء الغير مبرر على شعب الجار المسالم ، ومهما تكبر المعتدي واخذته نشوة النصر وسره ماغتنمه من مال الاخر ليقدق به على حاشيته ومواليه ، ولم يدرك حينها انه فتح النار على نفسه ومجتمعه في اليوم الذي دفعت به بطانته من مستشاروا السواء بكيل من الامنيات ، وتناسوا ثار الشعب المجني عليه الذي لابد منه متى ماسنحت الفرصة للانتقام المكتوبه في سنن الكون التي يدركها المتزنون ويتجاهلها الغاوون .وفي اللحظة المناسبة التي دائماً ماتاتي ولو بعد حين لمن وقع عليهم الظلم عندما يتم لملمة الشمل والتكتل وتشتعل نار الغيرة لاخذ الثار ورد المظالم لاهلها وتدب الحركة وتتداعى الفئات للانصهار في موكب التحرير تتخطى الحواجز للوصول للهدف ، ومن اللحظة التي يتحول فيها زمان النعم للمنتصر الى زمان يسوده الشقاء والكدر المؤدي للاختلال في عرش الدولة ، في مشهد يختلط خلاله الحابل بالنابل في ظل هيجان يسقط القلاع ، وبسقوط القلعة يدب الخوف في المدينة فيدفع اهلها للاستسلام ، فتتوالى الهزائم الى ان تسقط اخر القلاع .. ولازالت العجلة تدور وفي دورتها زمناً جديد في انتظار اهله ورواده فيما سيفصحون عنه في حقبتهم الزمنية من خلال آلالية التشريعية لاستئاناف مرحلة تتاح فيها الفرص لبناء الدولة التي تبني الانسان قبل اعمار الديار فان صلح المسار سادت الدولة وذاع صيت صلاحها ، وان جاهرت بمخالفة معاني التكوين وقوانين الطبيعة وقدرة الخالق المكون فقد شرعت للانهيار وان ظن روادها انهم ماكثون مخلدون .