آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-03:28م

تجار الأزمات...سباق المجانين!

الخميس - 31 أغسطس 2023 - الساعة 10:01 ص

نبيل محمد العمودي
بقلم: نبيل محمد العمودي
- ارشيف الكاتب


 

بعيداً عن خبث الحوثي في الجغرافيا التي يسيطر عليها في واقع إستقرار وهمي يخضع للسوط  وللنار والحديد...
يتفرد وحيداً في شفطه لمقدرات الأرض و الإنسان جهاراً نهارا...
و عنه يختلف الوضع في جغرافيتنا التي لا تملك إلا إيحابية واحدة لاغيرها أنها محررة من تسلط الغول و الرعب الحوثي...
ولكنها مضطربة وغير مستقرة  تتجاذبها عدة أطراف في جنون مستعر يفوق العقل و يتجاوز كل القييم والمبادئ..
إنه مثل مضمار سباق فوق منحدر رهيب يقود إلى هاوية سحيقة محتشدة بمتسابقين لا يملكون نعمة العقل و لا حتى مثقال ذرة منه..
تتعجب حين ترى جنونهم...
ألن يشبع هؤلاء؟
ألن تصحوا ضمائرهم؟!
ألن يتوقفوا؟!
ألن يرحموا الناس؟!

تدافع غير مسؤول...
هدفهم واحد فقط هو حصد كل مايصادفونه على الطريق من فيد وكسب سريع للأموال..
يركضون بتهور  تدور روؤسهم في كل الإتجاهات بشراهة شديدة تبحث عن الثروة تحت الأرض و فوق الأرض وفي إحتياجات الناس وفي مواصلاتهم وقوتهم ومعاملاتهم وحتى في اشغالهم..
جبايات يبتكرونها كل وقت بكل لون و شكل و حيلة..
اعصار مدمر يجرف الناس من مخابئهم يطالهم حتى في أعماق خدورهم..
اعصار يفتك بالمساكين...
أصبح الشعب لقمة سائغة تجذب الجلادين لا قانون يحميهم لا ظهر يسندهم لا أحد يرحمهم..
الجلاد يتلاعب بسعر المحروقات..
الجلاد يتلاعب بصرف العملة..
الجلاد يرفع أسعار كل شيء..
تتلاشى إختيارات الناس في طعامهم و وجباتهم..
حشروا في عدم القدرة على الإختيار حتى في أرخص الوجبات..
تلك الوجبات التي كانت تسمى لحم الفقراء و غذاء الفقراء اليوم أصبحت هي إيضاً بعيدة عن متناول الناس وقد أصبح سعرها يحتل مقام التي كانت عليه أغلى الوجبات قبل سنوات...
لم يعد معظم الناس قادرين على سعرها..
خرج الآلاف من أشراف الناس  يبحثون عن طعامهم في المطاعم يجمعون ماتبقى من مخلفات طعام أخرين، 
أخرين لا زالوا يقاومون ويملكون ثمن وجبة عشاء في مطعم ..
او بقايا طعام أحد الجلادين مر من هناك و طلب وجبة أكبر من حاجته و رمى الباقي ليتهافت عليها الجياع المنتظرون...
و ذهبت آلاف أخرى تنبش في براميل القمامة لتجمع ماتيسر من بقايا الطعام المرمي حديثاً..

تلك المناظر لا توقف سباق المجانين لا شيء يوقفهم..
سعر البنزين في الصباح كان له سعر أكبر من اليوم الذي سبق،
يرفع في المساء،
ثم أزمة و طوابير..
ثم إشاعة في رفع سعره مرة أخرى إلى فارق اكبر..
لايتوقفون..
لا يشبعون...
لا يخافون الله و لا يرحمون عباده..
يتسابق المجانين و مع سباقهم يدفعونا إلى الهاوية و لن يتوقفوا حتى يتوقف نفس أخر مواطن...