مسكين هذا الوطن ! كل الثورات قامت لأجله وعلى شانه، لكنهم افشلوها، والنضال قالوا للشعب والحرية والديمقراطية والحكم للشعب، المجالس باسمه والقرارات والمراسيم باسمه ، ومدن ومحلات ومدارس ومحطات بترول واستديوهات تصوير ومطاعم بإسم الشعب .. وشعارات وأغانٍ رنانة طنانة تؤكد أنه هو صاحب الأمر والنهي في المسيرة الوطنية المفترضة ، وهو الذي يحكم ، و كل المسؤولين يخدمون هذا الشعب ليلا نهاراً ويسهرون على أمنه واستقراره وراحته ، وسرقته طبعاً ، حتى الصراعات على السلطة والاقتتال والتصفيات الجسدية ، برضه قالوا انها من أجل مصلحة قضية الوطن و الشعب .
المشكلة الكبرى ان الغالبية من الشعب اليمني مصدقين هذا الكذب والمزايدات ، و فرحانين بالمديح و بالوعود الكذابة التي تدغدغ مشاعرهم بواسطة وسائل الإعلام المختلفة والأبواق المأجورة من الداخل والخارج ! ولهذا تركوا ألسنتهم تلوك ذكريات الماضي التليد ، وتحلم عقولهم المخدّرة بالقات ، بعودة تلك الذكريات ، من غير التفكير في المستقبل . احباط .. لماذا يفكرون بالمستقبل في ظل انهيار منظومة السلوك العام ، وتتحطم معها القيم والأخلاق والتعليم والاقتصاد والصحة ، الخدمات بسبب مجموعة قليلة من النخب الانقلابية الفاسدة والعملاء الذين عاثوا في ارض الوطن فساداً وسلبوا سيادته ، وباعوا الوطن ومقدراته للشيطان، و افقروا الشعب وجوعوه وحرموه من السكينة والأمان ولذة العيش الكريم ، عذبوه من أجل تحقيق حلم اسيادهم الدفين ، حلم الاستيلاء على الوطن والسيطرة عليه بقوة المال والسلاح والخيانة.
أيها الشرفاء (فقط) ..انهضوا فلابد من ثورة سلمية حقيقية تنقذ هذا الوطن قبل أن يتمزق ويختفي من الخارطة .
