وجه الشبه بين"عبدالله النفيسي"و"طارق العلي"ساطع وناصع ومتطابق وإلى حد بعيد شكلا وجوهرا..وبالتدقيق مليا وإعادة النظر سنجد الشبه أكثر وضوحا وسطوعا.
والأول كاتب ومفكر والثاني ممثل ومسرحي وكلاهما يحمل جنسية الثاني وهويته.. ولا يقف الشبه العميق بينهما عند الموضوع والفكرة فحسب وبل أنهما يشبهان بعضهما في الشكل والهيئة والفارق الوحيد بينهما أن العلي حليق والنفيسي ذو لحية.
وبعيدا عن إنتاجهما وإسهامهما الفكري والفني فإننا سنجد الشبه صارخا وناضحا في الأسلوب النقدي والمرئي للرجلين..والنفيسي معروف بصوته الجهوري وفكره والذي يتركز حول"الخطر الإيراني"وتهديداته المحدقة بالخليج.
وبينما العلي معروفا بصراخه على خشبة المسرح وإصراره المتكلف حد الإغماء على إضحاك الجمهور ولو اشترى ضحكاتهم وقهقاتهم قبل دخولهم للمسرح..وفي الحقيقة أن ربع قرن من أفكار النفيسي وناقوسات الخطر وربع قرن من مسرحيات العلي وإغماءاته لم تستطع أن تقنعنا ولم تستطع أن تضحكنا.
وإيران بخير والخليج بخير ولا عقاب ولا عذاب ولا جحيم وخطر حقيقي إلا في"ممالك العرب الجمهورية"..وبل أن الخطر الذي أصاب شعوب العرب في تلك الجمهوريات أفضع وأشنع من الخطر الذي يبشر به النفيسي الخليج والذي لم يقع بعد.
وهو مايفسر كيف اقلع طارق العلي عن النصوص السياسية التي ظلت تهاجم العراق ونظامه عقب تحرير الكويت لعقود وأشهر تلك النصوص"سيف العرب"..وفي حين أننا لم نشاهد طيلة تلك العقود نصا مسرحيا واحد للعلي ينتقد فيه إيران ونظامها ولو تلميحا.
وبما أن نواقيس النفيسي لاتزال في الهواء الطلق وحيث وأن مسرحيات العلي خالية تماما من ذكر خطر إيران على الخليج والذي يبشر به مواطنه النفيسي فإن الحديث عن خطر إيران فكرا أو فنا لايعدو عن أكذوبة رائجة ومختلة المعايير أمام واقع الخطر الذي احاق بالمنطقة والذي يقول بإنه لم يأتي إلا من الخليح.
وعلى أساس هذا الواقع العربي المرير ونتائجه التي زعزعت أمن واستقرار الكثير من البلدان العربية والتي لاتزال ماثلة فأن النفيسي ومواطنه العلي يغردان خارج الواقع المأزوم والذي صنعه اشقائهما بفعل لحظة اندفاعية وخارجة عن إطار كل ماهو عربي وبل أنها قزمت الخطر الإيراني واحالته إلى صفرا مئويا.