الحقيقة المؤلمة التي طالما أشرنا إليها أننا في عدن وبقية المحافظات المجاورة لها، بحاجة إلى كهرباء، وإلى توفير الخدمات الأساسية التي تنفع المواطن.
لسنا بحاجة إلى السلاح
دعم السلاح الذي يُقدم لـ عدن بين كل فترة وأخرى ليس في صالح عدن أو أي منطقة من مناطق اليمن، وخاصة الجنوبية.
وصول كميات كبيرة من الأسلحة، اليوم، إلى عدن، ناهيك عن الدعومات السابقة بالسلاح والعتاد، هو طريق مظلم قاتم للمدينة، لا يُبشر بالخير أبداً.
تكدس السلاح في المدينة يعني أننا مُقبلين على أحداث جديدة، أو تقديم تنازلات تلو التنازلات وهذا من الأسباب التي تقود إلى ترحيل الصراع إلى وقت أخر، وهذا يقود إلى تمديد غياب الخدمات وتعذيب الناس لمدة أطول.
الانضباط الأمني في عدن وغيرها من المحافظات لا يرتبط نهائياً بنقص السلاح أو الذخيرة، وليس لذلك أي صلة والكل يعلم ذلك.
الانضباط الأمني والقيام بدوره الصحيح معروف لنا جميعاً أنه مربوط بالدول التي تُسيره ومن تقوده وتعمل على تمويله، وهذا شيء لا يستطيع أحد انكاره.
فالأجدر بهم أن يقوموا بترتيب السير الامني وفق خطط تنظيمية فقط دون اللجوء إلى دفعات من السلاح لهم، ويحتاج إلى تفعيل دور القضاء والنيابات فهي الحركة الوحيدة التي لها تأثير كبير على الشارع وعلى الانضباط الأمني في كل المدن، وعلى وجه الخصوص "عدن".
فياليت أن يُنظر إلى الجانب الخدمي الذي يمس حياة المواطن ويثقل كاهله ويزيد من عذابه اليومي من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في عدن، ناهيك عن المحافظات الأخرى التي تغيب عنها الكهرباء لأيام دون أن يشعروا بالجحيم الذي يعايشه المواطن خاصة مع فصل الصيف الحار، ومن غياب الرقابة على الأسعار وارتفاع الصرف وجشع التجار.. وغيرها من المتطلبات الأساسية الضرورية لحياة المواطن.
نداء لمن في الداخل وفي الخارج أتركوا المشاركة في زعزعة الأمن والاستقرار واتركوا الشعارات الكاذبة التي تتغنوا بها على حساب حياة المواطن وقوته، فوالله أنكم ستُحاسبون عليها أمام الله، لا تكونوا شركاء في صراع الخارج على حساب شعبكم وأهلكم، حكموا ضمائركم وأعلموا أن هناك يومٌ ترجعون فيه إلى الله.