آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:39م

أين هي الجمهورية؟

الأحد - 06 أغسطس 2023 - الساعة 08:25 م

سهير السمان
بقلم: سهير السمان
- ارشيف الكاتب



سهير السمان

يستبعد الأكاديميون الشرفاء من جامعة صنعاء فماذا تبقى من الجمهورية التي يحاول الحوثيون الانتساب إليها، وهذا حسب ما جاء في تغريدة لأحد قادة ميليشيا   الحوثي، من  أنهم نشأوا جمهوريين وأنهم جاءوا من أحضان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر. 
فأين مبادئ الجمهورية التي يتباهى بالانتساب إليها، مبادئ الثورة المباركة التي تنادي بالحرية والديمقراطية ونبذ الطائفية والسلالية والعنصرية. 
المبادئ التي تكفل حق التعليم والحياة الكريمة لكل شرائح وأفراد المجتمع. 
وما نراه على أرض الواقع من تفشي الجهل والعنصرية والتمييز، والنهب والفساد في مختلف مؤسسات البلد، لنشاهد في الجهة الأخرى أرصدة  الحوثيين في البنوك والدور والفلل والعمائر التي شيدوها في مناطق سيطرتهم، بينما بقي موظفي الدولة دون مرتبات حتى الآن. 
نشر ثقافة التطرف والتدمير الذاتي والمعنوي للشعب اليمني، ليست من مبادئ الجمهورية، والثورة.  
ويتمثل هذا في أولى مؤسسة ينبغي لها أن تكون منارة للعلم والتنوير والحرية وهي الجامعات والمدارس، التي مارست ضدها جماعة الحوثي أبشع أساليب العنف.
قررات تصدرها لتعطيل وتدمير أهم منشاة في البلد ، وهي سياسة تتخذها لتصل بالمجتمع لمرحلة يقتنع فيها أن لا أهمية للتعيلم، ماذا ننتظر من قرار فصل الطلاب، عن الطالبات، ماذا يريدون أن يصوروا للمجتمع وللأسر التي يرتاد أبناؤها الجامعات؟ 
لقد صوروا الجامعات وكرا للرذيلة، ومكان يخشى فيه اجتماع الجنسين، فكيف نبني جسور الثقة بين أبناءنا وبناتنا.
ويتحول أساتذة الجامعة لإلقاء محاضرات عن أهمية الصرخة، و نرى طلاباً يحضّرون دراسات عليا في "الظواهر الأسلوبية في خطابات الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي" ودراسات أخرى في ملازم "الشهيد القائد" أو في خُطب عبد الملك الحوثي.
هل هؤلاء يمثلون الجمهورية، ومبادئها، وقد غيروا مناهج التعليم لتتناسب مع معتقداتهم، وتشيد وتبجل قائدهم مؤلف الملازم، التي حسب قولهم تمثل هداية للأمة.
وعزل الأكاديميين من مناصبهم في الجامعة في حال تجرأ أحدهم ومارس حقه في الانتقاد والمعارضة  ضد قراراتهم كما ماحدث مؤخرا للدكتورة سامية الأغبري، رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام في جامعة صنعاء. 
الجمهورية يجب أن تستعاد من خلال مبادئها التي انطلقت منها، أولها نظام الحكم، الذي يضمن الحرية والديمقراطية، والقوانين المدنية التي تحفظ حقوق المواطنة المتساوية ونبذ التطرف والعنف وإلغاء الآخر المختلف، واستيعاب الأديان والمعتقدات الأخرى، وخلق بيئة للتعايش والسلام.