آخر تحديث :الإثنين-29 أبريل 2024-10:41م

الوديعة السعودية والمجلس الميت سريريا

الأربعاء - 02 أغسطس 2023 - الساعة 04:34 م

إياد فؤاد المغيني
بقلم: إياد فؤاد المغيني
- ارشيف الكاتب



أعلنت المملكة العربية السعودية الثلاثاء عن تقديم مساعدات اقتصادية لليمن ( المناطق المحررة ) بقيمة 1.2 مليار دولار في محاولة منها لإطالة عمر المجلس الرئاسي وحكومته سيئة الصيت وإمعانا في زيادة التنكيل بالشعب المقهور. 
الإعلان السعودي جاء لصرف الأنظار عما يعانيه اليمن ولا سيما الجنوب العربي من مآسٍ وويلات في ظل (حكومة معين وشركائه المحدودة للبيع بالجملة والتجزئة)  التي تنصلت بكل تبجح عن التزاماتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الذي يرزح 90% منه تحت نير الفقر والعوز.
هذا الإعلان الكريم! أكد التسريبات التي نشرتها قبل أيام "رويترز" للأنباء التي نقلت عن مصادر سعودية استعداد المملكة لتقديم 1.2 مليار دولار دعما لليمن. والحقيقة أن المملكة بهذا الإعلان تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إصرار المملكة على التمسك بحكومة ومجلس رئاسي يلفظهما الشعب ويطالب التحالف ليلا ونهارا وإعلانا وإسرارا بإسقاطهما ولكن المملكة ودول التحالف تأبى إلا أن تراهن على الحصان الخاسر.
السعودية بهذا الدعم إنما تغطي حقيقة الفشل الذريع للمجلس الرئاسي وحكومة معين اللذين هما سبب الأزمات التي نعانيها منذ ثمانية أعوام، بل هي من تعطيهما الضوء الأخضر للتمادي في التنكيل بالشعب وتوفر لهما غطاء الحماية الذي بموجبه يذيقان الشعب أصناف العذاب والهوان دونما أدنى خوف أو وجل من العقاب والمحاسبة.
الوديعة المعلنة من المرجح أن تحدث استقرارا في أسعار العملة ولكن سيكون استقرارا وهميا مؤقتا لتهدئة السخط الشعبي المتنامي وربما ترافقه بعض الخطوات الشكلية المؤقتة لكن تأثير هذه الخطوات سيكون منعدما وستذهب أدراج الرياح كما حصل للودائع السابقة.
وإذا تعمقنا أكثر فأكثر في حقيقة هذه الوديعة سنجدها لا تعدو أن تكون من باب المبالغة الدعائية ، فالسعودية ليست بهذه السذاجة لتقدم قروضا وودائع لحكومة كحكومة معين وشركائه، حكومة لم تستطع أن تخفف فضلا عن أن تضع حلولا للنكبات التي أوقعت الشعب فيها ولم توفر أبسط مقومات الحياة الكريمة، والذي يؤكد أن هذه الوديعة مجرد فقاعة إعلامية هي التصريحات التي نقلتها صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر يمنية أنه سيتم تقديم 200 مليون دولار فقط على أن يتم تقسيط بقية المبلغ المعلن عنه ( 1.2 ) مليار دولار علة دفعات مستقبلية مما يؤكد أن الإعلان لا يعدو أن يكون فقاعة هواء وفرقعة إعلامية وذلك لأن اليمن تحتاج إلى أضعاف هذا المبلغ عمليا لإيقاف الانهيار الاقتصادي في اليمن ولا سيما المناطق المحررة.المجلس الرئاسي وحكومة معين كالميت سريريا وهذا الودائع المعلن عنها ما هي إلا كالأجهزة التي تمدهما وتبقيهما أحياء في الظاهر لأجل إطالة أمد معاناة الشعب منهما .. حبا في الله يا دول التحالف أوقفوا أجهزتكم التي يموت بسببها شعب بأكمله فإكرام المجلس الرئاسي وحكومته دفنهما.