آخر تحديث :الأحد-19 مايو 2024-01:11ص

الاغتيال في تربة تعز!

السبت - 22 يوليه 2023 - الساعة 11:07 ص

صدام الحريبي
بقلم: صدام الحريبي
- ارشيف الكاتب


ما حدث في مدينة التربة بتعز من اغتيال لمدير برنامج مكتب الغذاء العالمي وهو أردني الجنسية ليس عابرا وله أهداف كبيرة.

الاغتيال جاء بعد أيام من إقرار بعض المنظمات فتح مكاتب لها في مدينة التربة بتعز بحسب مصادر من أجل المساعدات الإنسانية وكذا رصد الحالات، وهذا الأمر لم يعجب أعداء تعز، فهم يريدونها معزولة عن العالم وحتى عن الشرعية، وهذه كانت رسالة للمنظمات بأن تعز يجب أن تُعاقب ويجب عزلها ومنعها حتى من المساعدات الإنسانية.. حتى مسؤولي الشرعية لا يزورون تعز بسبب أن من سيزور هذه المحافظة سيتم تصنيفه وهذا ما أخبرني به مسؤول سابق ينتمي لحزب يساري.

المليشيات "بشقيها" هي من تقف خلف ذلك، فلديها تنسيق على أعلى مستوى وعمليات إرهابية مشتركة منذ فترة، وهذه المليشيات هي من تحاصر تعز من كل الجهات شمالا وجنوبا، وبالعملية التي نفذتها اليوم قالت كلمتها للمنظمات: نحن نطبق الحصار على تعز ونحاربها ونكتم صوتها وأنتم تريدون مساعدتها؟

باختصار الهدف مما حصل ويحصل هو عزل تعز وإيقافها وتقييدها وتشويه صورتها لأنهم يعلمون أنها إن انطلقت فستُحدث تغييرا على مستوى اليمن، ولذلك تُعُمِّد استمرار حصارها وعدم مدّها بالسلاح وإهمالها ليس من الحوثي والإمارات والحلفاء والشرعية فحسب، بل حتى من الأمم المتحدة، لأن تعز تمثّل حراكا سياسيا بإمكانه إخراج اليمن من المأزق الذي هو فيه، بينما كل القوى الخارجية والمعادية لليمن تريد أن يظل الوطن كما هو عليه لأهداف، فهي لا تريده قويا أبدا.

أما المسؤولية المباشرة فيتحمّلها المحافظ الذي أشرنا إلى فشله وضعفه مرارا، وكذا الجهات الأمنية التي ما زالت تتخبّط لا تدري من هي ولا ماذا تريد، فيعلوا صوتها إن أعادت ثورا لصاحبه، لكنها تصمت عندما تُقتل الأنفس ويُمارَس الظلم.

كذلك الحادثة في إهانة لرئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، فالحادثة وقعت في محافظته الذي يحاول تهدئة وضعها بحسب مصادر.