لصوص الرحمة!

كتب / جمال الغراب 
ذات يوم تعرضت للسرقة من قبل لص داخل محل تجاري في حي ولو سفر بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. 
اللص سرق محفظتي وبداخلها الإقامة وأوراق مهمة وقليل من النقود  ، وبعد أن عرف باهمية هذه الوثائق أعادها إلى صاحب المحل الذي بدوره ابلغني بأن اللص أعاد محفظتي ،حينها بكيت من الفرح بعد أن مررت بساعات كئيبه خوفا على الوثائق والمستندات التي بداخلها.

وفي حي سدس كيلو اعترض ثلاثة لصوص رجل يمني مسن  سرقوه كل ما يملك من نقود وهربوا. 
وحينما شرع اللصوص بتقسيم النقود وجدوا بجوارها ورقة فحص طبي لذات الشخص  توضح  إصابته بمرض الفشل الكلوي.
تراجعوا عن جريمتهم ولحقوا بهذا المسن،أعادوا له المبلغ ثم رافقوه إلى باب المنزل  خوفا من ان يتعرض للسرقة من لصوص آخرين وقبل أن تفتح زوجته الباب سألهم: 
لماذا سرقتموني ، ارعبتموني ثم أعدتم  لي النقود  ؟
قال اللصوص : أردنا أن نعلمك درسا مهما لكي لا تخرج مرة ثانية في الليل فاللصوص هنا كثيرون يملأون الشوارع لاسيما 
في الليل .

أعرف شاب إثيوبي عادة ما يترصد العرب لسرقتهم في أكثر من مكان قرب المطاعم اليمنية وكلما اشاهده كنت ابتعد عنه مائة قدم حتى لا يسرقني .
ذات مرة رأيته يجلس بجانب شخص يمني مصاب بمرض نفسي يفترش الشارع وقد سبق وان كتبت عن حالة هذا اليمني في صفحتي أكثر من مرة.
اقتربت منهما وفي بالي ان اللص يخطط لسرقته  لكني إنصدمت حينما وجدت أمامه كيس مملوء بالاطعمة قدمها اللص بعد أن شاهده مريض وبلا أكل. 
موقف جدا انساني وجميل صنعه لص معروف لدى غالبية الحي بصلوصيته .
الخلاصة 
كل لصوص العالم ورغم بؤسهم لديهم قليل من الضمير والإنسانية يسرقون صحيح وحينما يكتشفون أن ضحاياهم تعساء يتراجعون عن السرقة بل البعض منهم يذهب الى ماهو أبعد من ذلك فيقدم المساعدة للضحية كما فعل اللصوص الثلاثة حينما سرقوا المسن اليمني ومن ثم تراجعوا بعدما اكتشفوا مرضه بل رافقوه إلى أمام منزله حتى لا يتعرض للسرقة مرة آخرى.

بينما لصوصنا يسرقون ويسرقون ومازالوا، أموالهم مكدسة في البنوك الأجنبية ،أولادهم يعيشون في أرقى الفلل ويدرسون في أفضل المدارس والجامعات الخاصة عالميا ورغم معرفتهم بأحوال الشعب وفقره وان حياة الغالبية من اليمنيين مهددة بالموت رغم هذا غير آبهين بما آل إليه الشعب وكأن هذا لا يعنيهم. 
#جمال_الغراب