نجحت الثورة في مصر بانقلاب ناعم تمثل بثورة ثلاثين يونيو٢٠١٣والتي اسقطت ثورة٢٥يناير٢٠١١.. ونجحت الثورة في اليمن بانقلاب عسكري تمثل بثورة ٢١سبتمبر٢٠١٤والتي اسقطت ثورة١١فبراير٢٠١١.
والقاسم المشترك بين الثورتين أو الانقلابين إذا صح التوصيف ناتج عن(التدخلات الخارجية)..وهو القاسم الذي لايزال قائما وثابتا والذي لايزال يتحكم بالمشهدين المصري واليمني.
ومع أن هناك اختلافات وفروقات عديدة وكثيرة بين المشهدين إلا أن النتائج والمعطيات المترتبة على تلك التدخلات هي الحقيقة الثابتة والتي لاتقبل التزييف والإنكار.
وليست مفارقة أن تشرع(الحكومة المصرية)في البحث عن موارد لخزينتها المالية المنهارة بفعل تخلي حلفاءها عنها..وهم ذاتهم الحلفاء الذين يبدو أنهم سيصلوا لذات النخلي عن(الحكومة اليمنية).
ولكن المفارقة أن تلك الموارد ستوجب فرض ضرائب على المقيمين واللاجئين اليمنيين في مصر وسائر الجنسيات التي خرجت من بلدانها بفعل سياسات أنظمة الثورات المضادة.
وفي حين أن(الحكومة اليمنية)و(المجلس الرئاسي اليمني)في ضيافة الدولة المتحكمة بالصراع والراعية للسلام في ذات السياق..ولكن ذلك لايعني أن الضيافة ستظل مفتوحة متى ماشعر المضيفون بأن ضيافتهم باتت عبئا على خزينتهم.
وبعد مرور مايربو عن عشرة اعوام على الثورتين في مصر واليمن لايبدو أن تلك الثورات نجحت فعليا في تثبيت أستقرار وأمن الدولتين.
ومع أن نظام ثلاثين يونيو في مصر أهدر كل المليارات التي منحت له من مموليه غير أن ممولي الانقلاب في اليمن لم يمنحوا أركان نظام ٢١سبتمبر عشر ماقدموه لأركان انقلاب ثلاثين يونيو في مصر.
ومابين الانقلابين يبدو موقف داعمي تلك الثورات مرتبكا وضبابيا ولايمكنه الاستمرار في تقديم الدعم مهما كانت الاهداف التي نجح في تحقيقها وهم يسعون لإيجاد المخارج السياسية للحفاظ على ماحققوه.
وعمليا اوقفت تلك الدول دعمها لمصر وعلى المدى المنظور ستجد نفسها مجبرة على ذات الخطوة مع حلفاءها في اليمن وفي كلتا الحالتين سيبرز خيار التغيير كحل لابد منه أمام عبثية التدخلات الخارجية وكوارثها.