بقلم/محمد حسن الدلالي .
كلمة المولّد هي مفرد للمولدين وهم جماعة من العجم ولدوا ونشأوا ونموا في بلاد العرب او العكس وورد في تعريف آخر انهم جماعة من العرب أو الأعراب اختلطوا بالأعاجم ؛ وقيل ايضاً انهم سكان الأندلس الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام أو من أبناء البربر والعرب من أمهات اسبانيات شغلوا مناصب كبرى في الأندلس وعملوا بالتجارة .
في اليمن يُطلق كلمة المولّد على من وُلد لاب يمني وام غير يمنية او من ولدوا في الخارج وهم شريحة واسعة من المجتمع ؛ غير انّ هناك تفضيل البعض على البعض بطريقة عنصرية فجّة ما انزل الله بها من سلطان ؛ ثمّة مولدين لامهات اوربيات وروسيات وعربيات هؤلاء مُرحّب بهم في اليمن ؛ ولئن كانت الام امريكية يكون هذا المُولّد سيد قومه حتى لو لم يجيد اللغة العربية او يتعفف عن التحدث بها تكبُراً وشكله يوحي الى ان لاصلة له بالعروبة بسبب الجينات التي ورثها عن امه الافرنجية ؛ الاّ الجميع في اليمن تحت خدمته ؛ فهذا يتقرّب اليه زُلفى وذاك يردد بُكرة وعشيّاً عبارة (هذا ابن عمنا من البلاد) .
اما المُولّد لام افريقية كانت صومالية او اثيوبية او ارتيرية يمارسون ضده العنصرية ؛ في الدوائر الحكومية يذوق الويل وفي القرية إن اعترفوا به قالوا له انّ هُناك اسم خطأ من اسماء ابيه واجداده الذين ذكرهم ؛ خاصة إن كان للمهاجر ورثاً "ارض زراعية او ماشابه ذلك" ؛ في الوقت ذاته الفندم عبده ربل في الاحوال المدنية او الجوازات يقلك روح القرية وجيب لنا تعريف من العاقل يؤكد انك تنتمي اليهم ؛ بعد ان تتقطع بهذا المسكين السُبل يضطر لدفع حق بن هادي ومالايقل عن الف دولار ليتحصّل على الوثيقة الثبوتية ؛ حتى اللحظة ما اقوله حاصل على ارض الواقع .
انصافاً للحقيقة كان عهد الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي في الجمهورية العربية اليمنية يُعامل المُولد بكل وِقار وضمت حكومته عدد من المسؤولين المولدين منهم نائب قائد قوات العمالقة احمد الحبيشي من مواليد مقديشو توفي قبل اشهر في صنعاء ؛ وآخرين لم تسعفني الذاكرة لذكرهم .
كذلك الحال في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كان المولدين قيادات في المؤسسات العسكرية والامنية والسياسية ؛ اما في عهد الوحدة شغر بعض المولدين مناصب قيادية لكنهم غيّروا محل الميلاد ومنهم من نكر انهم مولد لتفادي العنصرية .
عندما يقول رعوي من القرية لدكتور (هياااا ماهو ياحبشي ؛ اين جا الوريا) انتقاصاً او بقصد النظرة الدونية .. تصوروا حجم المُعاناة النفسية ؛ هذا ليس بجديد على العرب فقديماً قال عنترة بن شداد في النُكران والخيبة والنفاق الذي مارسه قومه ضده (ينادونني في السلم يا ابن زبيبة وحين صدام الخيل يا ابن الاطايب) .
ويسألونك عن المولد قل هو شخص يتحدث بأكثر من لغة ويحمل اكثر ثقافة فيهم الدكتور والقاضي والصحفي والمهندس والمدرس والفنان مثلهم كباقي الفئات المجتمعية فقط لم يجدوا من قبل حامل سياسي لقضيتهم فكانوا كالعهن المنفوش متفرقين ؛ مع مرور الايام وتطور الاحداث ولد من رحم المعاناة مكون سياسي يروج للقضية في اروقة المنظمات الدولية والجهات الرسمية في الجانب اليمني بزعامة مسؤول العلاقات الدولية في المجلس الوطني للاقليات رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية (SCYC) عبدالله باشراحيل الذي حمل على عاتقه همّ هذه الشريحة من المجتمع اليمني بُغية اشراكها ومعهم الاقليات في اي حوار او تسوية سياسية قادمة وكذا سن قوانين وتشريعات تُجرّم التمييز العنصري بين ابناء الشعب اليمني .
