آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-11:55ص

اليمن الكبير بين عباية عفاش وصندوق وضاح

الإثنين - 05 يونيو 2023 - الساعة 05:00 م

عبدالله احمد مقبل
بقلم: عبدالله احمد مقبل
- ارشيف الكاتب


منذ إعلان الوحدة اليمنية عام 1990م وبزوغ فجر اليمن الكبير  بشماله وجنوبيه تحت مسمى (الجمهورية اليمنية العربية ) كان قبل ذلك قد مر اليمن بثورتين  كبيرتين فضت لتحقيق مشروعين اثنين ، انتزاع  الجنوب  من الإنجليز وانتزاع الشمال  من الإمامة كلا المشروعين كان في الستينات ما بين 63 و67 ،، ،،  وبعدها استمر  اليمن  في التقسيم لثلاثة عقود ونيف مر فيه اليمن المقسم بمنعطفات سياسية كبيرة وحروب أهلية أنهكته ،،، ومزقت من مشروعه عندما ،   دخل اليمن الكبير الموحد تحت عباية عفاش الرئيس اليمني السابق عام 1990 الذي كان حاكما لليمن الشمالي قبل الوحدة.

وكان اليمنيون يتأملون بقلوب يملؤها البهجة والسرور من أجل تحقيق هذه الوحدة التي كانت حلماً عربيا لليمنيين لسنوات كثيرة وبعدها بشهور قليلة وبعد تحقيق الوحدة اليمنية بين الشطرين الجنوبي والشمالي وبوحدة اندماجية رغبة من القيادات الجنوبية قبل القيادات الشمالية.

أراد عفاش وبتوجهُ القبلي إبداء رغبته منفرداً بالحكم و سيطرته على الدولة اليمنية الموحدة متناسيا ً ومتجاهلاً شريكه الأساسي بالوحدة من القيادات الجنوبية التي بداء بتهميشها وإنهاء  دورها السياسي والعسكري  بالحكم ثم أتبعها  بسلسلة من الاغتيالات لقيادات جنوبية كبيرة  وتمرد بعد ذلك حول تنفيذ بنود اتفاق الوحدة  ، مع كل هذا كانت القيادات الجنوبية تأمل أن لا يستمر عفاش وقيادته بذلك ولكن كان عفاش مصرا على بلوغ هدفه و سرعان ما ظهرت ملامحها  تلوح باندلاع حرب بين الطرفين  وبدأت بالفعل الشرارة الأولى لحرب صيف 94 الغاشمة التي  انتصر فيها  عفاش مستغلا ذلك آثار الحرب  الأهلية الجنوبية التي حدثت عام 86 والتي شرخت الصف الجنوبي أنذاك مبدداً حلم الشعب و فرحته بالوحدة اليمنية ودخلت فيه الوحدة اليمنية من وحدة الشراكة إلى وحدة تحت وطئت السلاح حدث من خلالها عمليات القتل والسلب والنهب لشعب الجنوبي ولدولته وتدمير كل مؤسساته.

بعد ذلك اعتبرها الجنوبيين أنها نهاية الوحدة وبداية إحتلال الشمال للجنوب ظل الجنوبيين خلالها بتمسكهم بعودة دولتهم ما قبل عام 1990.

وستمر عفاش بحكم اليمن الكبير الموحد بعد انتهاء الحرب صيف 94 منتصرا تاركاً جرحاً ينزف وما كان من عفاش إلا أن تعمد بإقصاء الجنوبيين وتهميشهم خلال فترة حكمه لليمن الموحد معمق الجرح الجنوبي  دون أن يعالجه و يخفف من نزيفه  فكان من ذلك تبلورت فكرة التمرد من الجنوبيون عن حكمه وازدادت  نزعة الجنوبيون بفك الارتباط وانفصال الجنوب الذي يتوسع عاما بعد عام.

وخلال حكمه لليمن الموحد امتدت لعقيدين من الزمن شهدت اليمن عدة حروب أهلية كانت في  الشمال مع الحوثي وفي الجنوب  مع الحراك الشعبي  تطالب بالانفصال وفك الارتباط مع شمال.

لم يدرك اليمنيين وحتى عفاش بنفسه أن صندوقا وضاح يطبخ بنار هادئة من أجل تبديد الحلم وإنهاء اليمن الكبير كذلك نهاية لعفاش.

وبدأت الثورة الشبابية في عام 2011 ضد حكم عفاش تناسوا فيها الوحدويين عن المخاطر تحوم حول وحدتهم فكان الحوثي يضع آخر مسمار للوحدة اليمنية وهناك من ينتظر ذلك من أجل بلوغ هدفه وانتزاع دولته المسلوبة. 

وخلال عقد من الزمن.

كانت نهاية المشهد في اليمن الكبير سيطرة الحوثي على الشمال بقوة السلاح والمجلس الانتقالي على الجنوب فكان مشروع اليمن الكبير قاب قوسين أو أدنى لنهايته وأصبح أمل عودته لا تذكر على أي طاولة.

 يبقى السؤال هل أصبحت الوحدة اليمنية (اليمن الكبير) بجوار وضاحها في صندوق ام أن الوطن لم ولن يموت ؟

وهل ما حدث لليمن الكبير شببه بقصة وضاحها ؟ 

وهل صدق شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني حين قال ماتت بصندوق وضاح بلا ثمن .