آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:48ص

من الذي قد يعبث اليوم بورقة عودة التصعيد في اليمن؟!

الإثنين - 05 يونيو 2023 - الساعة 02:25 ص

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


بدخول السعودية في عقد علاقات مباشرة مع إيران وتواجد البلدين ضمن قوام تحالف بحري إقليمي يجري تشكله حاليا تكون الأزمة اليمنية قد قطعت شوطا كبيرا في بعدها الإقليمي .
حيث من المتوقع أن يكون لذلك التقارب الإقليمي المستجد صدى إيجابي على ملف اليمن وإمكانية احتواء البعد المحلي للأزمة بصورة أقل تعقيدا من السابق .

من الواضح أن هناك ملفات أكثر أهمية يجري تسويتها حاليا على إثر الإتفاق السعودي الإيراني الأخير وتحظى بأولوية وإهتمام كبير لدى البلدين، ما يجعل تأثير ذلك الإتفاق وصداه على ملف اليمن يبدو بطيئا .
في حين أن قيادة البلدين لازالت تنظر إلى ضرورة الإسراع في تبديد إستراتيجيات الصراع بينهما، وتفعيل خطوط المصالح المشتركة وفق متغيرات الظرف الدولي الطارئ بوصف أن ذلك سيشكل لها الخلفية والأرضية المطلوبة لضمان نجاح خطوة الإنتقال إلى ملف أزمات المنطقة تاليا بشكل فاعل وتسويتها بصورة آمنة ومستدامة .

لكن هذا التطور المهم لا يعني الوصول إلى خاتمة الصراع باليمن، فهناك البعد الدولي الذي قد يكون أكثر صعوبة في تجاوزه خصوصا مع إزدياد هوة الخلاف بين أقطاب القرار الدولي وتحول المنطقة إلى ساحة مواجهة محتملة لصراع محاور دولية غير محمود العواقب، وليس أفضل في الوقت الراهن كما يبدو من اللجؤ إلى منصة الملف اليمني لتوجيه الرسائل السياسية المعبرة عن نية خوض تلك المواجهة الممتدة .

إلى ذلك، سيبدو منطقيا - في رأيي- وصف حدوث أي إنتكاسة دبلوماسية مفاجئة أو عودة غير متوقعة للتوتر والتصعيد في ملف اليمن وبخاصة عقب فترة الهدؤ النسبي التي شهدها مؤخرا بأولى إرتدادات البعد الدولي وبادرة إنعكاساته السلبية كوسيلة يجري التعبير من خلالها عن حضور كل محور دولي، ومدى تأثيره في الداخل اليمني، حيث لا مصلحة واضحة لدى السعودية وإيران ستبدو من وراء عودة التصعيد العسكري اليوم في اليمن .

أود القول أن تفعيل مثل هذه الورقة المحورية سيكلف الكثير وقد يعيد الصراع إلى مربعه الأول، إذ لايمكن الجزم في مسألة إستمرار توقف الحرب على تفاهمات الإقليم وحدها، كما لا يمكن التنبؤ بحدود التأثير الدولي وقدرة تعطيله لأي رؤى حل مفترضة لاتوافق رغبة أصحابه، لاسيما في بلد لم تزل حتى الأن تحت سلطة البند السابع، ومعروف عنها الخضوع الكامل لهيمنة الخارج حتى منذ ما قبل وقوع الأزمة الحالية .