كثيراً ما نرى على شاشات التلفاز أو الإنترنت أو حتى بين مجالسنا الخاصة ولقاءاتنا من يتشدق ويتفيهق ويتفلسف أثناء حلقة حوار أو مساحات مناقشات أو استضافة أو حضور .. وقد سبق وأن أعطي أسئلة المقابلة أو عُرّف بكنه الممناقشة ومحاورها ..
فاستغل ذلك بأن أبدى معرفةً عميقة إن سمعها السامع لم يشكّ لحظة أنه من أهل السبق في تخصصه ..!! فإن فعل ذلك الأمر بقصد التيه والتفاخر فهو التنمر في العلم ..!!
والتنمر بالعلم هو أن يعمد الشخص إلى مراجعة موضوع ما وينظر في دقائقه وتفاصيله بعض الشيء ثم ينتظر الفرصة .. فإذا جاءت مناسبة ما ورأى أن من بين الحاضرين من يُشار إليه بالبنان .. استغل هذه الفرصة وأثار المسألة وبسط الكلام في موضوعه ذاك ..!!
كل ذلك لكي يستعرض عضلاته العلمية موهماً الآخرين أنه ذو حظ عظيم من العلم والمعرفة في دقائق المسائل ..!! وفي هذا الشأن يقول الشيخ بكر بو زيد رحمه الله في كتابه [ حلية طالب العلم ] : ( احذر ما يتسلى به المفلسون من العلم،
يراجع مسألة أو مسألتين، فإذا كان في مجلس فيه من يشار إليه، أثار البحث فيهما، ليظهر علمه! وكم في هذا من سوءة، أقلها أن يعلم أن الناس يعلمون حقيقته ) ..!!
قد يظن الكثير أن التنمر في العلم تطور في الجوهر .. لكنه في الحقيقة لا يعدو أن يكون تطوراً في المظهر .. لأن من يفعل ذلك غالباً يكون لديع عقدة نقص نفسية فهو يسعى لسدّها أو إكمال نقصه بمثل هذه الحركات المكشوفة ..!!
وكما قال الشاعر :
هيهات لو تغني الظواهر ربّها ×× أسداً لكان الثعلبُ المتنمّرُ
