آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

الناموس

الأربعاء - 10 مايو 2023 - الساعة 09:25 م

داود محمد باعوضة
بقلم: داود محمد باعوضة
- ارشيف الكاتب


القبيلة هي أهم مؤسسات اليمن سوى في الجنوب أو الشمال ، وتمتلك أعراف واسلاف ما يشبه القوانين الوضعية الان ويسمى  "ناموس'" لاتتغيير بتغير الظروف أو انقلاب المراحل ودائما ما تنأى مؤسسة القبيلة بنفسها من تأثير  الصراعات السياسية البينية " باستثناء القومية والوطنية منها في حالات محدودة".

وكان إعلام القبيلة هو الشعر  ، والشاعر هو المتحدث والناطق الرسمي للقبيلة لكن هذا الشاعر حين تكون المحاورات الشعرية مبنية على النقاش السياسي يفصل الشاعر بين الصفة القبلية  وبين رأيه الشخصي كفرد من أفراد الوطن فيقول الشعر السياسي كرأي  شخصي يعبر عن حالته الفردية كعضو بالمجتمع  وليس عن صفته القبلية.

كذلك شيخ القبيلة  ينأى بنفسة من التخندق خلف الصراعات البينية فهو يمثل مرجعية لأفراد قبيلتة بشتى ميولاتهم الفكرية والسياسية فتخندقة السياسي قد يسقط عنه مرجعيتة عند أفراد القبيلة بسبب التنوع الفكري  لهذا يرى الشيخ مكانته الاجتماعية أكبر من تكتلات السياسة.

هذا في زمن مضى ولازال هذا العرف مستمر  عند بعض القبائل الى الان ، لكن ما نشاهده الآن أن  بعض من هذه المفاهيم  بدأت تتهاوى نظرا لتأثير السياسة على مؤسسة القبيلة وجر الاولى للثانية باتجاه مستنقعها وهذا فعل ينتج عنه كارثة سقوط الناموس الذي وضعه القدامى قبل مئات السنين وقبل  مجئ الدول والأنظمة ودساتيرها الوضعية.