آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

التعذيب بالكهرباء!

الإثنين - 08 مايو 2023 - الساعة 10:14 ص

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


شدتني لافتة واضحة كُتب عليها ( إلى متى يتم تعذيب المواطن في مدينة الشحر ؟! ) .. ولما كانت الوقفة خاصة بأهالي مدينة الشحر، الذين وقفوا صباح هذا اليوم أمام بوابة محطة كهرباء السقطري .. كُتبت عليها تلك العبارة المعبّرة منتهية باسم تلك المدينة العريقة ..!!

مع أن الحقيقة الظاهرة أن جميع أهالي حضرموت بساحلهم وواديهم وصحرائهم وهضبتهم في الهوى سوى .. ويشربون من نفس الكأس ويعانون الأمرّين جراء انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة خلال اليوم ..!!

تحركَ أهالي الشحر منفذين وقفتهم تلك جرّاء ما لمسوه من تدهور مريع في خدمة الكهرباء خلال أيام الحر الشديد .. وتنامي المعاناة التي تأثر بها بشدة المواطن العادي فما بالكم بالأطفال والمرضى والعجزة والمقعدين .. مآسي يعجز القلم عن التعبير عنها مع شديد الأسف ..!!

الغريب أن مسئولينا الأفاضل على تنوع تخصصاتهم ومشاربهم في المسئوليات قد أخذوا صفات الغازات الخاملة .. فباتوا باردين هادئين لا يحركون ساكناً .. فكأن الأمور لا تعنيهم وهم يرون الناس تتعذب وتعاني من الحر بهذا الشكل الفظيع ..!!

هذا التجاهل غير المبرر واسطوانة الأعذار المتكررة التي تُلقى على مسامع المواطنين عاماً بعد عام وسنة بعد أخرى قد مجّها الشعب وضجّت منها الطبائع السليمة وملت من كثرة الأكاذيب والوعود العرقوبية ..!!

هُم يعرفون ماذا سيفعل هذا الشعب إن غضب .. ولن تخيفه لعلعة الرصاص ولا نبرات الوعيد والتهديد أو تهم التخريب والعبث ..!!

فالموقف موقف مطالبة بحقوقهم في الخدمات في حدها الأدنى .. وحُرقة الكثير منهم على مريض بالقلب أو الضغط أو الحميات تلاشت حياته بسبب حرارة الجو وغياب التيار الكهربائي ..!!

لا زلنا ننتظر على مضض تنفيذ ولو بعضاً من الحلول المطروحة .. وليس المقام هنا يتيح سردها جميعاً .. وهي معلومة للقاصي والداني..

لعل أبرزها وأهمها زيادة الطاقة الإنتاجية لجميع محطات التوليد لتلافي هذه الانقطاعات الشنيعة التي نغّصت حياة الناس ليلاً ونهاراً .. ولم نرَ منها إلا قبحها وعذابها المستطير ..!!