آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

( الحُلي) هل صارت زينة (الشباب)؟!

السبت - 06 مايو 2023 - الساعة 09:01 ص

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


خلال مناسبة العيد التي مضت رأيت كثيراً من الشباب يلبسون حول أعناقهم العقود أو ( السلس ) كما يطلق عليه في عاميتنا .. وهو أمر يدعو للكثير من الدهشة التي تزداد أكثر بلبس الأساور ذات الحبيبات في الأيدي ..!!.

لم يمضِ الأمر طويلاً حتى رأيت على صفحات الفيسبوك موضة أخرى جديدة قد ظهرت في إحدى البلاد العربية وهي تجري على ذلك المنوال الغريب .. وهي لبس ( الخلخال ) في أسفل الساق ..

وأذكركم أننا لن نلبث سوى القليل من الوقت حتى تصل إلينا تلك الموضة ويطبقها الشباب بحذافيرها .. فإلى أين نسير ..؟!!.

ما ظنكم بـ ( شاب ) بقَصّة شعر غريبة .. يرتدي ( تي شيرت ) قصير و ( مزرزر ) وبنطلون ضيق و ( ملزلز ) .. ويتحلى بما ذكرناه من الحلي في عنقة ويديه ورجله ..

إضافة إلى ( صنفرة ) وجهه وتمليسه وتلميعه .. مع استخدام صابون أو خلطة لتبييض البشرة مع ( شفايف ) متوردة بقليل مما تستخدمه النساء .. مع صوت ( رقيق ) ومشية متكسرة .. هل يملك أمثال هؤلاء من الرجولة شيئاً ..؟!!.

لو كنت بنتاً وأنا أرى كل يوم أمثال هذه ( الرخويات ) .. لعافت نفسي منظر الرجال ولكرهت مثل هذه الرجولة ( الرطيبة ) .. فكيف الحال إن نشأ جيل ( يتمغمغ ) في كلامه ومشيته وضحكته .. فهل سيتحملون المسئولية ويخوضون معترك الحياة بدون مساعدة الـ ( ما ما ) والـ ( بابا ) ..؟!!.

إن ظاهرة البنين المتشبهين بالنساء والمبالغة في التزين والعناية بالمظاهر ظاهرة خطيرة أخذت في الاتساع بين شبابنا ..

فالمبالغة في التحسين والتجمّل ورؤية النفس أمام المرآة لدرجة تخرج عن الإلف وعن العادة يعتبر من التشبه بالنساء وهو حرام بل كبيرة من الكبائر ..!!.

فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاء، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَال. [رواه البخاري : كتاب اللباس / باب المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال].

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: قال الطبري: المعنى لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس، قلت: وكذا في الكلام والمشي.

فعلى الأهل والآباء والمربّين توجيه أبنائهم وإبعادهم عن سلوك تلك المظاهر السيئة المخالفة للفطرة والمخلة بالرجولة ولو بالحزم والشدّة ..

لأننا إن أغلقنا هذا الباب من الشرور .. ساهمنا في إنشاء جيل قوي الشكيمة صلب المراس يوقن أن الرفعة وعلو المنزلة تنال بطاعة الله والتجمل بالأخلاق.