آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-10:20م

للعيد في الأرياف نكهة فريدة..

الثلاثاء - 02 مايو 2023 - الساعة 11:53 ص

محمد منصور المعمري
بقلم: محمد منصور المعمري
- ارشيف الكاتب


قد يستطيع المرء مقاومة كل شيء كالحرب، الغلاء، إلخ... لكنه لا يستطيع الصمود أمام نيران الشوق إذ تلتهمه بشراسة كأسد يهجم على فريسةٍ وسط صحراء موحشة.. من هُنا من مدينة عدن والحرّ (الحما) فيها يكاد أن يُذيب الجسم أُطلق سفينةً محملةً بأطنان من الشوق إلى أهلي وأحبابي في الريف الذين تمنيتُ لو صادفني الحظّ لأعيش معهم طقوس العيد المُفعمة بالجمال والمتعة والحيوية لكن يحدث أن تجبرك لقمة العيش على شيء وإن لم تكن تحبه.. فما أقسى الغربة يا رفاق!!! 

الجلوس مع الأسرة، وتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، والمقيل تحت الأشجار أو بجانب المياه المنسابة والمتدفقة هي طقوس عيدية ريفية جميلة ومشاعر مليئة بالسعادة والفرح.. فلوحدها كفيلةً بأن تُرتّب وضعك النفسي الذي شتته الغربة والظروف القاسية بل وتزيل الهموم المتكدسة في قلبك منذ زمن طويل.. 

يكفيك أن تعيش العيد في الريف لتبادل الحديث مع الشيوخ (كبار السن) فحينما تجلس مع أحدهم لم يعد الإنصراف خياراً مُحبّباً بالنسبة لك فإنهم يمتلكون وجوهاً بشوشة وحكمة غزيرة ووحدهم يُدركون ذلك من صادفهم الحظ يوماً بالجلوس معهم.. 

كيف تُريدونني أن أقول لكم أني أعيش فرحة العيد في المدن والشوارع تكاد أن تكون خالية بل يجب عليَّ أن أمشي ليس أقل من نصف ساعة لأجد مطعماً لأتناول فيه وجبة الغداء ومثل المسافة ذاتها لأجد بقالة لأشتري ماءً أو بعض الإحتياجات الأخرى.. فلا فرحة ولا شعور بالعيد هُنا.