آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

أنقذوا أبناءنا في السودان ..!!

الأربعاء - 26 أبريل 2023 - الساعة 08:35 م

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


على مدى هذا الأسبوع سمعنا وقرأنا وشاهدنا الكثير من المناشدات والبرقيات والنداءات والاستغاثات المفجوعة التي أرسلها عدد من أبنائنا وإخوتنا الطلاب والمقيمين المتواجدين في الخرطوم عاصمة السودان لغرض الدراسة أو العمل أو العلاج أو لغيرها من أسباب الإقامة هناك ..
وعلى وقع الأخبار المسموعة عن السفارة اليمنية في إجلاء رعاياها من الجالية اليمنية من أتون الصراع المحتدم .. تأملنا خيراً في السفارة ..

لكن ما لبثنا أن علمنا أن القوم المستنجِدون المستغيثون قد وقعوا بين ( شحيح ) و ( ظالم ) أو كما يقال باتوا كالمستغيث من الرمضاء بالنار ..!!
موظفو السفارة اليمنية ( شلوا قشهم ) وهربوا وتركوا أولئك المساكين يذوقون الأمرين وسط وعود لم يتم الإيفاء بها إلى الوقت الحالي ..

علماً أن تنقلات العالقين ووصولهم إلى المناطق الحدودية الآمنة كـ ( بورتسودان ) تحتاج إلى مبالغ طائلة بالعملة الصعبة قد تصل للفرد الواحد إلى ( 500 ) دولار أمريكي ..!!
وعلى وقع خيباتهم المريرة في سفارتهم وحكومتهم التي تخلت عنهم في اللحظات الحاسمة توجهوا بنداءاتهم واستغاثاتهم إلى المنظمات الدولية الطوعية والخيرية والمؤسسات الإنسانية ورجال المال والأعمال .. راجين أن يتم إنقاذهم من بين لعلعة الرصاص وقصف الطائرات وهدير مقذوفات المدافع ..!!
سرعة النهوض إلى ( نجدة الملهوف في قحم الوغى ) لم تكن موجودة في قاموس حكومتنا للأسف الشديد .. فالمحتاج والمفزوع والمشرّد الخائف يُترك لمصيره المحتوم .. بل ربما تواصلوا معهم وطلبوا منهم أن ( يتصرفوا ) بأنفسهم ..
وهم في حالة لا يعلم بها إلى الله في أماكن أشبه بالصحاري القاحلة .. يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .. فأية دولة وأية حكومة لا تخجل إلى هذا الحد ..؟!!
لقد عرفت كل المجتمعات الإنسانية أنماطًا من التكافل والتعاون، وما زال الناس يهرعون إلى نجدة الملهوف ومساعدة المصاب ومد يد العون إلى المحتاج .. فكل دولة هبّت إلى إنقاذ رعاياها بسرعة البرق ولم تتركم نهباً للجوع والضياع أو الموت في أبعد التقديرات ..
إلا في حكومتنا اليمنية .. فبعد أن تجمع الناس في نقاط محددة آملين ترحيلهم على جناح السرعة ..

يتم إبلاغهم في نهاية المطاف أنه ليس ثمة ترحيل بحجة أن مبالغ الإجلاء لم تصل بعد .. هكذا بكل وقاحة وبجاحة .. فعن أية حكومة تتحدثون .. وعن أية قيمة للروح اليمنية يمكن لها أن تزن في أرجاء المعمورة .. وقد أرخصها هؤلاء الحمقى المجرمون ..!!