آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-01:58م

فرض السلام على حساب حضرموت "رهان خاسر"

الخميس - 20 أبريل 2023 - الساعة 09:51 م

مدين مقباس
بقلم: مدين مقباس
- ارشيف الكاتب


طالعنا خبر تعليق الأخ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء ركن فرج سالمين البحسني حضوره اجتماعات المجلس ومغادرته الرياض، بسبب عدم البث في ملفات أمنية وعسكرية تخص حضرموت، والذي وصفه غالبية الحضارم بالقرار الشجاع وفي محافظات الجنوب أعلنا تأييدنا وتضامنا مع البحسني ومع الحضارم منطلقين في ذلك من ايماننا ومواقفنا الثابتة  المؤكدة على أحقية الحضارم إدارة شؤون حضرموت وتقرير مكانتها ومستقبلها السياسي كحق خاص بهم لرسم طريق مستقبلهم بأنفسهم بعيداً عن محاولة الوصاية عليهم، وعلينا العودة الى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ". [متفق عليه]. فتهميشها أو تجاهل دورها المحوري في التحول السياسي وجعلها على الهامش أمر مرفوض لا يمكن للحضارم أو غيرهم القبول بهِ.

لم يتخذ اللواء البحسني هذا القرار الشجاع إلا عندما رأى تمادي جميع الأطراف جنوباً وشمالاً في تجاهلهم لحقوق حضرموت والتعامل معها كتابع لهم يقرروا مصيرها كيفما يشاؤون لخدمة أجندات احزابهم السياسية، وقد وقف سابقا عندما كان محافظاً لحضرموت حجر عثرة ضد  تحقيق اهدافهم وخدمة مصالحهم على حساب المحافظة مما دفعهم وجوده على رأس قيادة السلطة المحلية والعسكرية، إلى إبعاده ظناً أنهم بذلك أزالوا العقبة التي تقف امامهم ليتسنى لهم الانفراد والعبث بالمحافظة ومصادرة حقوقها الاقتصادية وقرارها السياسي عبر (أهل الدار) دون ذرة حياء لمراجعة حساباتهم والكف عن ممارسة سلوكهم التآمري ضد حضرموت متناسين أن من يمثلها قائد شجاع ترعرع وشب في ميادين المعارك وخاض أشرس الحروب وانتصر فيها وانه سيستخدم كل الخيارات المتاحة والصعبة والتي لا تخطر لهم على بال لإرباكهم وتلقينهم دروساً لم يتعلموها من قبل في السياسة وإدارة الأزمات.

 تزامن قرار اللواء البحسني  قبل أكثر من أسبوعين مع حراك دبلوماسي إقليمي ودولي حول الوضع في اليمن ومرور عام على تشكيل المجلس الرئاسي وهو ما يكشف أن دوافع التعليق وأسبابه أكبر مما نتصور، لا سيما أنه أتى بعد اعتراضه بقوة في آخر اجتماع حضره على بعض القضايا وسياسة والتسويف والمماطلة والتجاهل للقضايا والملفات الأمنية والعسكرية ذات الأهمية القصوى الخاصة بحضرموت، وفي ظل تقدم ونجاح الجهود والمساعي الإقليمية للوصول إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن وإحلال السلام فيه ما يؤكد أن كل الأطراف اليمنية جنوباً وشمالاً لديها النوايا بالتضحية بمستقبل حضرموت وثرواتها وإبقائها رهينة لخدمة اجندات ومصالح حزبية، سيتكبد ابنائها جيلاً بعد جيل النتائج المترتبة عن هذا التآمر وهذا ما يرفضه كل أحرار حضرموت والمتعاطفين معهم.

لقد حشر قرار البحسني كل الأطراف المنضوية في الرئاسي في زاوية ضيقة، لم يكن أحد منهم يتوقع هذه الخطوة الخطيرة التي لا يستبعد أن يفتح استمرارها عدة  خيارات امام الحضارم، بالإضافة إلى أنها أشبه بإطلاق رصاصة الرحمة على المجلس قبيل "انطلاق خارطة الطريق للملفين الجنوبي واليمني" الذي أعلن عنها مؤخراً، وكانت خطوة التعليق بمثابة الرسالة السياسية العابرة للحدود التي تزامن إعلانها مع اجتماعات مجلس الأمن الدولي والتحرك الدبلوماسي للمبعوث الأممي  السيد هانس غروندبرغ، وزيارة سعادة ستيفن فاجن سفير الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن إلى المكلا، فضلاً من كونها إشارة وإعلان للحضارم بإن "حضرموت في خطر" وفي وضع لا يختلف عن الوضع الذي سبق انطلاق مفاوضات جنيف في 67م، ليتحمل اليوم الحضارم مسؤوليتهم التاريخية لتوحيدهم للدفاع عن مصالح ومستقبل حضرموت حتى لا يكرر اعدائها نفس المؤامرة والسيناريو السابق، واخراجها من معادلة السلام، فحضرموت بدون البحسني والالتفاف حوله بالطبع ستخرج من المعادلة، وهذا ما يسعى إليه ويحلم به اعداؤها، فهل سيترك أبنائها حضرموت للذئاب والوحوش المفترسة تخطط وتنهش في جسدها؟

تفاعل الحضارم المخلصين لحضرموت والغيورين على أمنها ومستقبلها تفاعلاً نشطاً شعبياً واعلامياً واجتماعيا ً لتأييد قرار تعليق البحسني نشاطه في مجلس القيادة الرئاسي، معلنين الوقوف إلى جانبه باعتباره الممثل الوحيد والمخلص القادر على انتزاع حقوق حضرموت، الاقتصادية والسياسية، داعين إلى فضح كل من يتآمر على حضرموت ومستقبلها ومحاولة تهميشها أو الانتقاص من دورها ومكانتها، وإلى تخلي بعض الأطراف والكف عن نظرتها إلى حضرموت وكأنها (البقرة الحلوب) ولا يحق لها تقرير مكانتها، ونحن بدورنا نقول لهم: كفى..!

 اتركوا حضرموت وشأنها فأبنائها، وحدهم وممثلها اللواء البحسني هم من يقرر كيفية رسم طريق المستقبل ونيل مكانتها التي تستحق، ويكفي ما حصل لهم في السابق، وحذاري التفكير بفرض السلام على حساب حضرموت كونه "رهان خاسر" ستكون له تبعات خطيرة على الوطن وعلى نجاح مساعي السلام.